السياسي – متابعات
قال مكتب الميزانية بالكونغرس في تحليلٍ نُشر الأربعاء إن مشروع قانون الضرائب الذي يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتمريره في الكونغرس، سيتضمّن خفضاً للضرائب بـ 3.75 تريليونات دولار، وزيادة عجز الميزانية بـ 2.4 تريليون دولار في السنوات العشر المقبلة.
وأضاف المكتب المكلّف بمتابعة أداء الميزانية الأمريكية، أن تخفيضات ترامب الضريبية سترفع المحرومين من التأمين الصحي إلى 10.9 ملايي بحلول 2034، بينهم 1.4 مليون يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
وأشار المكتب إلى أن القانون المقترح سيخفّض أيضاً الإنفاق العام الاتحادي بما يقارب 1.3 تريليون دولار خلال الفترة نفسها.
من ناحيته، قال النائب بريندان بويل من ولاية بنسلفانيا، وهو أكبر ديمقراطي في لجنة الميزانية بمجلس النواب: “يَذرِف الجمهوريون دموع التماسيح على ارتفاع الدين العام، عندما يكون الديمقراطيون في السلطة، لكنهم يُفَجرونه عندما يبلغون السلطة”، مضيفًا “على حدّ تعبير إيلون ماسك، فإن هذا القانون بغيض ومثير للاشمئزاز”.
ويأتي هذا التحليل في لحظة حاسمة من العملية التشريعية، حيث يضغط ترامب على الكونغرس للموافقة النهائية على المشروع، ليتمكّن من المصادقة عليه ليُصبح قانونًا بحلول 4 يوليو (تموز) المقبل. وسيُقيّم المشرّعون وغيرهم من الذين يسعون لفهم الآثار المالية مشروع القانون واسع النطاق، الذي جاء في أكثر من 1000 صفحة.
وقبل صدور تقرير مكتب الميزانية حول مشروع قانون الضرائب، انتقد البيت الأبيض وقادة الحزب الجمهوري المكتب في حملة استباقية تهدف لإثارة الشكوك في نتائج التحليل.
وقالت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، إن مكتب الميزانية في الكونغرس “مخطئ تاريخياً”، فيما قال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ جون ثون ،إن المكتب “مخطئ تماماً”، بسبب تقليله من تقدير الإيرادات المحتملة من الجولة الأولى من الإعفاءات الضريبية التي أقرّها ترامب.
وذكر مكتب الميزانية في العام الماضي أن الإيرادات الضريبية خلال إعفاءات 2017 بلغت 1.5 تريليون دولار، أي بزيادة 5.6% عن التقديرات، ويُعزى ذلك في الغالب إلى “التضخم المفاجئ” الذي سبّبته جائحة كورونا.
كما أشارت ليفيت إلى أن موظفي المكتب متحيّزون، رغم خضوع بعضهم لقواعد أخلاقية صارمة، تشمل قيوداً على التبرعات للحملات الانتخابية، والنشاط السياسي، لضمان الموضوعية والنزاهة.
وبالإضافة إلى الأعباء المالية المتوقعة، قدّر المكتب أن 6.8 ملايين سيحرمون من الرعاية الصحية، و4 ملايين سيفقدون حصصهم من كوبونات الطعام الشهرية، بسبب التغييرات المقترحة في برنامج “ميديك إيد” وبرامج دعم أخرى.
ويشق مشروع”قانون مشروع قانون واحد كبير وجميل”، طريقه بصعوبة عبر الكونغرس، باعتباره أولوية قصوى للجمهوريين الذين يسيطرون على مجلسي النواب والشيوخ، وسط معارضة شرسة من الديمقراطيين في كل مرحلة من مراحل التشريع.
ويصف الديمقراطيون القانون بـ “مشروع قانون ترامب الكبير والقبيح”.
وفي 22 مايو (أيار) الماضي، وافق مجلس النواب الأمريكي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، على مشروع قانون الضرائب، بعد جلسة شاقة استمرت طيلة الليل، ما يُعدّ خطوة كبرى نحو تنفيذ أجندة الرئيس ترامب.
وسَهِر الجمهوريون في مجلس النواب، لإقرار حزمة تخفيضات ضريبية بتريليونات الدولارات، متحدّين المعارضين وموحدين صفوفهم بدفع من رئيس المجلس مايك جونسون، لتمرير المشروع ذي الأولوية القصوى للرئيس.
وبفضل تنازلات اللحظة الأخيرة، وتحذيرات صارمة من ترامب، تراجع معظم الجمهوريين المعارضين لإنقاذ “مشروع القانون الكبير الجميل الواحد”، الذي يُعد محورياً في أجندة الحزب الجمهوري.
وبدأ مجلس النواب مناقشة المشروع قبل منتصف الليل، وصوت عليه مع شروق الشمس، بأغلبية 215 صوتاً مقابل 214، وسط معارضة حادة من الديمقراطيين.
