قال بنجامين ديسرائيل الذي كان رئيس الوزراء في بريطانيا في القرن التاسع عشر وهو من مواليد لندن عام 1804 وتوفي في عام 1881 م قال :
” من يسيطر على سوريا يسيطر على العالم ”
المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك قال : اذا استمر السوريون على هذه الوتيرة نحن جميعاً سنغير قوة العالم من هذا المكان ….!!! ”
السؤال المطروح الآن : من يقصد بقوله جميعاً …؟؟
من بيده القرار في الشرق الأوسط هما أمريكا وذراعها اسراييل وهما ماضيان بخطة تغيير خارطة الشرق الأوسط وهنا تقع سوريا في قلب هذا الشرق وستشكل العمق الاستراتيجي لدولة اسراييل الكبرى والسيادة المطلقة على الشرق الأوسط والذي سيكون العقدة في ربط القارات اقتصادياً وسياسياً .
اسراييل بحربها في غزة تريد اثبات قوتها ودعم أمريكا لها يوجه رسالة للعالم أن السيادة في سوريا والمنطقة لهما وهما ماضيتان في تنفيذ هذا المخطط .
السؤال هنا :
هل سيرضخ الشعب السوري لهذا المخطط بحجة الخلاص من الحروب وإحلال السلم الأهلي والمعافاة وإعادة الاعمار وخاصة بعد التناغم بين تصريحات الحكومة السورية المؤقتة المؤيدة لهذا التوجه العام ..؟؟
يبدو أن النخب المثقفة والواعية تتابع بحذر شديد تصرفات الحكومة وخطابها السياسي والتي تراه ينسجم مع المخطط الأمريكي لسوريا بحيث لو بقيت الحكومة تسير على نهجها الحالي معنى هذا أنها جزء من المخطط الأمريكي حسب ما ترى هذه النخب وهذا يعني تسليم سوريا على طبق من ذهب للمخطط الاسراييلي واجهاض مكتسبات الثورة وايقاع سوريا في فخ المؤامرة الكبيرة …!!
بينما عموم الشعب وحتى الكثير من النخب المثقفة ترى أن الحكومة تسير بالاتجاه الصحيح نحو انفتاح سوريا على العالم وثقتهم بالحكومة كبيرة ويرون فيها المنقذ بعد عهد الأسد المظلم
السؤال هنا :
تصريح المبعوث الخاص لسوريا يتفق مع رؤية النخب الواعية أم مع الجمهور ..؟؟
ما أراه أن تصريحه يخفي إشارات كبيرة مفادها أن المخطط الأمريكي للشعب السوري هو ترويضه وتحويله لشعب يساق خلف الإرادة الأمريكية ومنظومة العالم الخفية والتي ترى أن هذا الشعب الذكي يجب أن يتحول الى شعب يستغل في التنمية الاقتصادية كما في الخليج ويترك أي رابط يربطه بمستقبل الامة وجهادها ومستقبلها ويتم ترويضه حتى ينسلخ من الأمة الإسلامية وعندما تكون السيادة المطلقة لاسراييل ستقوم بمنح الشعب جوازات تابعة لها وبعد جيل أو جيلين سيكون عدد سكان اسراييل بين خمسين الى مائة مليون وهذا جزء من المخطط لا يعلمه كثيرٌ من الناس …!!
أخيراً :
هل سيقبل الشعب السوري هذا التوجه العام نحو هذا المخطط الرهيب أم أنه سيكمل ثورته ويغربل صفوفه حتى يجهض هذا المخطط الخبيث وهذا ما أراه سيكون بإذن الله لأن الله منذ بداية الثورة الى اليوم هو من يدبر أمرها ويرعاها حتى يوصلها الى منتهاها ويومئذ سيقودها رجال الله ويقلبون الطاولة على رأس الماكرين .
