الحل لغزة ليس في القاهرة وبالتأكيد ليس في قطر، بل تحت أنوفنا – في القطاع نفسه.
كل من يتابع حماس يعلم بوجود قطيعة جدية بين مقاتلي الحركة في غزة وبين قيادتها • هذه هي الطريق التي ينبغي لإسرائيل اتباعها من أجل تحرير الأسرى •
أعدكم مسبقًا: هذه المقالة ستكون قصيرة ومباشرة. فإلى جانب كل الجهود المبذولة حاليًا لدفع صفقة تبادل أسرى أخيرًا وكسر شوكة حماس – هناك طريق آخر لا تختاره الحكومة الإسرائيلية، ولأقل تقدير يستحق التجربة.
بدلًا من أن نعوّل على مفاوضات مع زمرة القادة الفاسدين لحماس في قطر، من الأفضل أن نبحث عن طرق للتواصل مع مجموعات المقاتلين المنتشرة في أنحاء قطاع غزة. فهم من يحتجزون الأسرى، وهم من يملكون مفتاح المسار لإنهاء الحرب.
كل من يتابع ما يجري داخل حماس يدرك تمامًا أن هناك قطيعة حقيقية بين مجموعات القادة الميدانيين من الصف الثاني داخل غزة، وبين من يجلسون في الفنادق في قطر.
ومن يريد دليلًا على ذلك، فليقرأ تصريحات أحمد يوسف، الذي كان أحد قيادات حماس في غزة، وقالها علنًا وبصراحة إن السابع من أكتوبر كان خطأً فادحًا، وأنه يجب إنهاء القتال فورًا، بما يشمل إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف إطلاق النار. وهناك أمثلة عديدة أخرى على هذا التوجه داخل أوساط الحركة.
السيد خليل الحية، الذي كان نائبًا ليحيى السنوار وسارع إلى مغادرة غزة قبل الحرب، مثل باقي “قادة” حماس في الدوحة، إسطنبول، الجزائر وكوالالمبور، لا يملك فهمًا حقيقيًا لما يجري في القطاع. نعم، لديهم تواصل مع بقايا قيادة حماس في غزة، لكن هؤلاء لا يُعتَبرون في الحركة أصحاب سلطة أو قرار، مثل عز الدين حداد، قائد لواء غزة، الذي يُعد حاليًا أرفع قائد عسكري نجا من التصفيات الإسرائيلية في القطاع.
ولذلك، من الممكن جدًا أن يكون مفتاح فك هذا التشابك ليس بالضرورة في محادثات الدوحة والقاهرة – حيث لمصر ولقطر مصالحهما الخاصة – بل في جهد مركز للتواصل، ولو بشكل غير مباشر، مع من تبقى في سلسلة القيادة العسكرية لحماس في غزة.
هؤلاء لا يثقون منذ زمن بمن يمثلهم في الدوحة والقاهرة، وهم يخشون من أن يزداد ضغط الجيش الإسرائيلي أكثر فأكثر، وكثير منهم – في تقديري – يبحثون عن مخرج.
الجميع يتذكر كيف وافق ياسر عرفات على الإجلاء مع آلاف مقاتليه من بيروت عام 1982، ثم من طرابلس عام 1983.
وهم جميعًا يعلمون أن الخروج إلى المنفى كان دائمًا جزءًا من صفقات التبادل بين إسرائيل والتنظيمات الفلسطينية، وعلى رأسها حماس.
وما هو أهم من كل شيء: إنهم يتوقون إلى وقف إطلاق النار! لا يريدون المزيد من المفاوضات!
المفتاح، في نهاية المطاف، قد يكمن في التواصل مع قادة حماس المحليين في مختلف الجبهات، الذين فقدوا منذ زمن الثقة بـ”قادتهم” في قطر.
يجب أن تُعرض عليهم مبادرة واضحة ومعلنة تنص على أنه مقابل إعادة الأسرى الأحياء والجثامين، سيُضمن لهم خروج آمن من القطاع.
وهذه هي أيضًا الطريق لإنهاء الحرب، لأن مغادرة الصف الأول والثاني، وربما أكثر، من عناصر حماس ستمهد الطريق لتشكيل نظام بديل في القطاع، تشرف عليه دول عربية، خصوصًا الخليجية، بتمويل دولي وبدعم عسكري إسرائيلي.
باختصار: الحل لغزة لا يوجد في القاهرة، وبالتأكيد ليس في قطر، بل في خانيونس ورفح