سوريا تطوي مأساة النزوح في مخيم الركبان

السياسي – أفادت منصات سورية، السبت، بتفكيك “مخيم الركبان”، الواقع على الحدود السورية الأردنية قرب منطقة التنف، ليُطوى بذلك فصل طويل من المعاناة التي استمرت لسنوات، وشهدت ظروفاً إنسانية قاسية تفاقمت بسبب الحصار ونقص المياه.
وقال وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى، في تدوينة على حسابه بمنصة “إكس”، إنه “بتفكيك مخيم الركبان وعودة النازحين يُطوى فصل مأساوي وحزين من قصص النزوح التي صنعتها آلة الحرب للنظام البائد”.
وأضاف،‏ “لم يكن الركبان مجرد مخيم، بل كان مثلث الموت الذي شهد على قسوة الحصار والتجويع، حيث ترك النظام الناس لمواجهة مصيرهم المؤلم في الصحراء القاحلة. ‏
وأردف الوزير السوري، أنه “مع كل خطوة نحو العودة يتسلل من بين رمال الألم أمل عظيم في قلوب السوريين وعزيمتهم لفعل المستحيل من أجل بناء وطن جديد يتسع للجميع”.
وتابع، إن “نهاية الركبان تمثل بداية طريق جديد لتفكيك باقي المخيمات بإرادة تتجدد يوماً بعد يوم، تدعمها الدولة حتى يصل كل نازح إلى بيته”.


ومنذ سقوط نظام بشار الأسد، بدأ نازحو مخيم الركبان، أحد أكثر المخيمات بؤسًا وتهميشًا في الصحراء السورية عند المثلث الحدودي مع الأردن والعراق، بمغادرته بعد سنوات من الحصار والإهمال الدولي. وفق “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
ووفقًا لمصادر المرصد، لم يُخْلَ المخيم بشكل كامل، إذ لا تزال تقيم فيه نحو 25 عائلة، معظمها من رعاة الماشية الذين لا يملكون بدائل أخرى، وسط استمرار المعاناة اليومية.
وأضاف، أن المخيم الذي تأسس في النصف الثاني من عام 2015، شكّل ملاذًا لآلاف السوريين الفارين من مناطق النزاع، وبلغ عدد قاطنيه نحو 90 ألف نازح عام 2016. لكن غياب الدور الفاعل للمنظمات الدولية، ورفض استقبال المرضى أو تقديم أي خدمات إنسانية، حوّله إلى رمز للعزلة والمعاناة.


وقال المرصد السوري في بيان، إنه أولى هذا المخيم اهتمامًا خاصًا، عبر إيصال صوت نازحيه إلى العالم، في ظل صمت المنظمات الدولية المعنية بشؤون اللاجئين أمام كارثة إنسانية امتدت لسنوات.
وعانى سكان “مخيم الركبان” من ظروف قاسية، تفاقمت مع إغلاق النقطة الطبية الأردنية خلال جائحة كورونا، التي كانت تقدّم الإسعافات الأولية للحالات الطارئة.
وتدهورت الأوضاع أكثر مع الحصار الخانق الذي فرضه نظام بشار الأسد والميليشيات الإيرانية الداعمة له، لا سيما في الربع الأول من عام 2020، حيث مُنع دخول الغذاء والدواء، ما أدى إلى تسجيل وفيات، خاصة في صفوف الأطفال.
ويُشار إلى أن كل من حاول مغادرة المخيم خلال السنوات الماضية كان عرضة للاعتقال التعسفي من قِبل عناصر نظام الأسد، في ظل غياب أي ضمانات أو حماية قانونية.
ومع سقوط نظام الأسد، يحدو الأمل من تبقى من نازحي الركبان بأن يُطوى هذا الملف المنكوب، ويُفتح الطريق أمام حلّ إنساني حقيقي يُعوّضهم عن سنوات الألم والتجاهل.