ماهي الاسلحة التي سترد فيها ايران على اسرائيل؟

تعتمد قدرة إيران على الرد على أي هجمات إسرائيلية بشكل كبير على ترسانتها من الصواريخ الباليستية. فبينما يمتلك سلاح الجو الإيراني حوالي 265 طائرة قادرة على القتال، معظمها مقاتلات أمريكية قديمة من حقبة الحرب الباردة وتحتاج للتزود بالوقود جوًا للوصول إلى إسرائيل، وإيران لديها أقل من 5 طائرات للتزود بالوقود الجوي، فإن القوة الجوية-الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني تمتلك قدرات صاروخية أكثر حداثة وفعالية.

القوة الصاروخية الإيرانية
تمتلك إيران أكثر من 100 قاذفة صواريخ باليستية متوسطة المدى قادرة على إطلاق مقذوفات يصل مداها إلى أكثر من 1000 كيلومتر، وهو مدى كافٍ لضرب إسرائيل، وفقًا لتقرير “التوازن العسكري 2025” الصادر عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS).

تتكون القوة الصاروخية الإيرانية من نوعين رئيسيين:

صواريخ تعمل بالوقود السائل: تتميز هذه الصواريخ بقدرتها على حمل رؤوس حربية شديدة الانفجار أثقل وزنًا، تصل إلى 1200 كيلوغرام أو أكثر. ومع ذلك، قد يستغرق تزويدها بالوقود عدة ساعات قبل الإطلاق.
صواريخ تعمل بالوقود الصلب: تتميز هذه الصواريخ بـإمكانية إطلاقها على الفور تقريبًا، مما يمنحها ميزة تكتيكية كبيرة.
يمكن للصواريخ الباليستية التي تطلق من إيران أن تصل إلى إسرائيل في حوالي 15 دقيقة.

الطائرات المسيرة وصواريخ كروز
بالإضافة إلى الصواريخ الباليستية، تمتلك إيران أيضًا مجموعة من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز التي يمكنها الوصول إلى إسرائيل. ومع ذلك، تستغرق هذه الأسلحة بضع ساعات أو أكثر للوصول إلى هدف على تلك المسافة، وتحمل رؤوسًا حربية أصغر، كما أنها أكثر عرضة للدفاعات الجوية الإسرائيلية.

تجدر الإشارة إلى أن إيران أطلقت حوالي 200 صاروخ باليستي وطائرة مسيرة ضد إسرائيل في أكتوبر الماضي، لكن معظمها أسقطته الدفاعات الإسرائيلية والولايات المتحدة ودول شريكة ساعدت في حماية إسرائيل، مما أدى إلى أضرار طفيفة فقط داخل إسرائيل.

قدرات عسكرية إيرانية إضافية (بجانب الصواريخ والطائرات المسيرة)
بالإضافة إلى قوتها الصاروخية وطائراتها المسيرة، تمتلك إيران عددًا من القدرات العسكرية الأخرى:

القوات البرية:

الجيش الإيراني (ارتش): هو الجيش التقليدي لإيران، ويضم قوات برية وجوية وبحرية. يمتلك دبابات، وناقلات جند مدرعة، ومدفعية، وأنظمة دفاع جوي. تعتمد على مزيج من المعدات المحلية والمستوردة، بما في ذلك بعض المعدات القديمة.
الحرس الثوري الإسلامي (سپاه پاسداران انقلاب اسلامی – IRGC): قوة شبه عسكرية ونخبوية، تعتبر أكثر ولاءً للنظام، وتلعب دورًا كبيرًا في السياسة الخارجية والأمنية لإيران. يمتلك الحرس الثوري قوات برية خاصة به، ووحدة بحرية صغيرة لكنها فعالة في الخليج، وقوة جوية-فضائية متطورة (التي تضم جزءًا كبيرًا من القوة الصاروخية).
قوة الباسيج (Basij): قوة تعبئة شعبية ضخمة تابعة للحرس الثوري، تستخدم في المقام الأول للدعم الداخلي، لكن يمكن تعبئتها لأغراض دفاعية.
القوات البحرية:

البحرية الإيرانية (ارتش): تمتلك سفنًا حربية أكبر، وغواصات، ومهمتها الرئيسية هي حماية المصالح البحرية الإيرانية في بحر عمان والمحيط الهندي.
بحرية الحرس الثوري (IRGC-N): تركز بشكل أساسي على الخليج العربي ومضيق هرمز. تعتمد على قوارب سريعة، وألغام بحرية، وصواريخ مضادة للسفن، وتكتيكات حرب العصابات البحرية.
الأسلحة الكيميائية والبيولوجية (تاريخي): يُعتقد أن إيران كان لديها برامج أسلحة كيميائية وبيولوجية في الماضي، لكنها وقعت على اتفاقيات حظر الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن قدرتها على إعادة إحياء هذه البرامج.
البرنامج النووي:

هذا هو الجانب الأكثر حساسية. إيران تؤكد أن برنامجها النووي سلمي بحت لأغراض الطاقة والطب، لكن القوى الغربية وإسرائيل تشك في ذلك، وتعتقد أنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية.
تمتلك إيران منشآت لتخصيب اليورانيوم، وقد زادت مستويات التخصيب في السنوات الأخيرة.
صعوبة تدمير المفاعلات النووية الإيرانية (كما ذكرت سابقًا) تكمن في أنها غالبًا ما تكون مدفونة عميقًا تحت الأرض ومحصنة بشكل جيد، مما يجعلها أهدافًا صعبة للغاية للضربات الجوية التقليدية.

أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية
تعتبر إسرائيل من الدول الرائدة عالميًا في مجال الدفاع الجوي، وقد طورت نظامًا دفاعيًا متعدد الطبقات لمواجهة التهديدات المختلفة:

القبة الحديدية (Iron Dome):

مصممة لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون.
حققت نجاحًا كبيرًا في اعتراض آلاف الصواريخ التي تطلق من غزة ولبنان.
فعالة جدًا ضد التهديدات منخفضة التكلفة والكثافة.
مقلاع داوود (David’s Sling):

نظام دفاع جوي متوسط المدى، يهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى وصواريخ كروز والطائرات المسيرة الكبيرة.
يسد الفجوة بين القبة الحديدية وأنظمة الدفاع عالية الارتفاع.
آرو 2 (Arrow 2):

نظام دفاع صاروخي باليستي بعيد المدى.
مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي للأرض (exo-atmospheric).
يوفر دفاعًا ضد الصواريخ الباليستية الأطول مدى.
آرو 3 (Arrow 3):

تطوير لنظام آرو 2، بقدرات اعتراض محسنة للصواريخ الباليستية.
يستطيع اعتراض الصواريخ الباليستية على ارتفاعات أعلى وفي مسافات أبعد.
أنظمة باتريوت (Patriot):

بالإضافة إلى الأنظمة المطورة محليًا، تشغل إسرائيل أيضًا أنظمة باتريوت الأمريكية الصنع، والتي توفر قدرات دفاع جوي وصاروخي.
القدرات الرادارية وأنظمة الإنذار المبكر:

تمتلك إسرائيل شبكة رادارية متقدمة، بما في ذلك رادارات الإنذار المبكر بعيدة المدى، لتتبع التهديدات الجوية والصاروخية.
تعمل هذه الأنظمة معًا لتوفير صورة شاملة للتهديدات القادمة، مما يتيح وقتًا كافيًا للاعتراض.
الدفاع السيبراني والتشويش الإلكتروني:

إسرائيل لديها قدرات متطورة في مجال الحرب الإلكترونية والدفاع السيبراني، والتي يمكن استخدامها لتعطيل أنظمة العدو وتوفير حماية لأنظمتها الخاصة.
تتكامل هذه الأنظمة معًا لتشكيل درع دفاعي متعدد الطبقات، يهدف إلى توفير أقصى حماية ضد مجموعة واسعة من التهديدات الجوية والصاروخية. هذا هو السبب في أن الهجوم الإيراني الأخير، على الرغم من حجمه، لم يتسبب في أضرار كبيرة، حيث تمكنت الدفاعات الإسرائيلية وحلفاؤها من اعتراض غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة.