رغم ان ايران اخذت الكثير من الاحتياطات قبل الضربة بشهور الا ان اغلب تلك الاحتياطات كانت تتعلق ببرنامجها النووي بشرح بسيط ايران نقلت قبل الضربة وفككت اغلب الاجهزة المهمة في مشروعها النووي ونقلتها الي اماكن سرية محصنة ، لكنها عانت من نفس الغرور التى عانت منه حماس بمقولة ( لن يستطيعوا الدخول برياً ) ، والذي مارسه حزب الله ( لن يجرؤوا على ضرب الضاحية ) ، وايران وقعت في الفخ الحقيقي عندما اعتقدت ان الهدف برنامجها النووي وليس نظام الحكم فيها .
ما زالت الامور في بدايتها وتعلم اسرائيل وتعلم ايران انهما لا يتحركان بايدٍ طليقة وان المهلة التى حازها نتنياهو لتغير الامور او تحقيق جزء من انجازاته هو بحده الاقصى 3 اسابيع ، لذا ما زال في جعبته الكثير لايران التى لا تمتلك وقت ان لم تستخدم كل مقدارتها قبل ضربها على الارض بعد ان فقدت الجو واطبقت اسرائيل سيطرة جوية كاملة على اجوائها .
تختلف هذه الحرب عن حرب لبنان وغزة والتدخل الدولي فيها قوى ، فهي تؤثر على اسعار النفط في وقت يعاني اقتصاد اغلب الدول من حالة اعياء شديد ، لذا لن يتحملوا استمرارها طويلاً ومهلة نتنياهو محددة وان لم تفاجئه ايران بعمل ميداني يجعله يتراجع ويفقد غروره ، فان النظام في ايران سيكون امام طريقين : التوجه للتوقيع وتوديع ايران القديمة وخضوعها التام لاسرائيل او خوض معركته الانتحارية .
بالتأكيد اسرائيل لا تعمل وحدها ضد ايران وانما ضمن تحالف من 8 دول ، لم تتدخل بالقصف المباشر وانما وفرت كل ما يضمن نجاحه بل ان جزءا منها يتحضر لتدخل بري في ايران ، وسيتدخلوا هجوميا فقط عندما يشعروا ان اسرائيل تتعرض للخطر وهم لم يتدخلوا حتى الان ، لن تستطيع ايران مجاراة اسرائيل في حرب المدن التى يتوفر من ملاذات الحماية للمواطن الاسرائيلي ما لا يتوفر في طهران المزدحمة التى لو القيت فيها حجراً ستصيب عشرة اشخاص ، ايران لا ينفعها الاستنزاف وتحتاج لضربة قاضية وان لم تفعلها فلتذهب مبكرا للخضوع ، او تجرى تجربتها النووية وتعلن انها دولة نووية لن تتردد في استخدامه في حال تعرض امنها للخطر ، ان بقيت الامور بهذا النمط لن يصمد النظام فيها اسبوعاً اخر .
لم تعلن اسرائيل الحرب على ايران ، بل اغتصبتها ونكلت بها ، ولو كانت باكستان تدرك ما ينتظرها لتدخلت الي جانب ايران ، لقد كانت مكالمة نتنياهو الثانية بعد ترامب مع مودي في الهند التى اوقف فشلها المشروع الهندي الاسرائيلي الذي كان يجب ان يكون حقق تقدم بالتزامن مع ضربات ايران لكن ترامب اوقفه لانه بدأ قبل انتهاء مهلته لايران ولكن هذا لا يعني انه اي المشروع ضد باكستان قد انتهي !
اسبوعين ويمكن ان تمدد لاسبوع اضافي اما ان يوقع ترامب على مقترح ايران او توقع ايران على مقترحه ويكون نتنياهو قد غير فيها الواقع على الارض وجائزته الكبرى اسقاط النظام والسيطرة المشتركة على مقدرات ايران الاقتصادية وحرمان الصين من شريان حياة مهم لها في تدفق النفط وكسر مشروع انبوب الغاز الايراني اليها ، فهل ستنجح ايران في ادارة معركة قصيرة مع اسرائيل وتوجعها ام انها ستسقط كما سقط من سبقوها ؟
فقط المتطرف هو منّ يتمنى هزيمة ايران ، بالعكس كل المشاعر الداخلية تتمني ان تستطيع كسر كبرياء نتنياهو وقطع الطريق عليه قبل ان يلتفت سريعا للعراق وسوريا ولبنان التى يخطط لاقامة قاطع داعشي فيها يمتد من العراق ويقطع سوريا ليتلاقي مع شمال لبنان الذي يعتبر نشاط كتيبة ( الاسير ) في شماله اخطر شيء وجودي يتهدده ان فُهمت الرسالة .
ان هزمت ايران وسقطت طهران على مصر والجزائر وفي النهاية تركيا الاستعداد لايام عصيبة لان نتنياهو سيحصل في كل مرة على فرصة لتغير الواقع على الارض .
يوم اغتصبت اسرائيل ايران !
