ايران لم تدعم بناء مدرسة أو مستشفى في فلسطين ودعم حماس لتدمير القضية الفلسطينية…..
من يتغنّى بمساعدة الشعب الفلسطيني ويدّعي دعمه في “التحرر”، بينما في الواقع يدمّره ويساهم في مأساته، لا يملك نوايا صادقة. الهدف الحقيقي لإيران لم يكن يومًا تحرير فلسطين، بل التخلص من إسرائيل باعتبارها المنافس الأقوى على زعامة الشرق الأوسط، وسعيًا لإعادة إحياء نفوذ الإمبراطورية الفارسية، ولضرب الإسلام السني في عمقه الجغرافي والديني.
القضية الفلسطينية لم تكن لإيران سوى وسيلة، لا غاية. لم تقدّم معروفًا صادقًا للفلسطينيين، بل استخدمتهم كأدوات، كما فعلت مع حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، وحماس في غزة، لتنفيذ أجنداتها الخارجية والتفاوض على ملفاتها الدولية.
في هذه الحرب الأخيرة، تجلّى الخداع الإيراني بوضوح. الصواريخ التي أُطلقت باسم “نصرة فلسطين” سقطت على الفلسطينيين أنفسهم. ففي الخليل، أُصيب طفلان نتيجة تساقط شظايا صواريخ إيرانية. وتضرّرت مبانٍ وسيارات في مدن الضفة الغربية. وفي الداخل الفلسطيني، قُتلت عائلة كاملة مكوّنة من أربعة أفراد في مدينة طمرة، إلى جانب تضرر أحياء عربية أخرى في مناطق مختلطة داخل إسرائيل.
في القدس، أصيبت منازل في حي الزعيم بأضرار كبيرة، بينما حاولت بعض الهجمات تدمير محطات توليد الكهرباء في حيفا، وهي ذاتها التي تغذي الفلسطينيين في الضفة الغربية. والموانئ التجارية التي تستورد عبرها السلطة الفلسطينية بضائعها – كالتي في حيفا – كانت أهدافًا إيرانية أيضًا.
أما غزة، فقد كانت وما تزال الورقة التي تبتز بها إيران العالم، لا سيما خلال الـ20 شهرًا الماضية من الدمار الهائل والمجازر. لم تحرّك إيران ساكنًا لوقف النزيف، بل كانت تستمتع بموت الغزيين، وتبيع للعرب والفلسطينيين أوهامًا تحت عنوان “المقاومة”. بل إنها أوعزت لحماس بعدم تسليم الرهائن، في خطوة خبيثة لإطالة أمد الحرب، على أمل استنزاف إسرائيل في غزة، للحيلولة من منع الاعتداء عليها من قبل اسرائيل….
لكن الصدمة جاءت من الضربة الاستباقية الإسرائيلية التي غيّرت المعادلة. نحن الفلسطينيون كنّا كبش الفداء، ضحي بأرواح الغزيين لأجل مصالح دولة تبحث عن نفوذ إقليمي وليس عن حرية الشعوب.
وبحسب قراءتي السياسية، فإن إيران، بنظامها الحالي، تتجه نحو الهاوية. لقد دخلت مرحلة الانحدار ولن تستطيع النهوض مجددًا بسهولة، وقد تحتاج لعقود لتستعيد توازنها أن استطاعت كما حدث مع العراق …..