كذبوا عليك فأشاعوا أن الفلسطيني يُحب الحرب!؟ وكذبوا عليك فقالوا أن الفلسطيني يحبُ الموت! وكذبوا عليك فقالوا ان الفلسطيني إرهابي، وقبلها أشاروا الى أنه مخرّب، وفي كل ذلك كذبوا
لقد أدمنوا الكذب حين لبسوا جلد الحمل وهم ذئاب، فقاموا بما لم يفعله القَتَلَة التاريخيين الكبار على مظنّة أنهم يخدعون العالم، فما لضحية سابقة أن تتحول لجلاد اليوم؟! نعم كانت تلك وأصبحت هذه.
العربيّ الفلسطينيّ منذ بداية القرن العشرين لم يجزع مع كثرة المصائب والرزايا، ولم يُخِفه الاحتلال الانجليزي ثم الصهيوني بل جعل نضاله أساسا والجهاد، فكان ردّ فعله عادلًا على احتلال ظالم ومازال في ذات البوتقة.
كذبوا عليك أن الفلسطيني يفرحُ للقتل أو الفناء أو المصائب! والحقيقة أنهم هم مَن طوّر تقنيات لا مثيل لها بالإفناء المشرعن، بلا احتجاج داخلي مريب، وبصمتٍ رسمي عالمي عجيب!
العربي الفلسطيني يناضلُ ويكافح من أجل أعدل قضية على وجه الأرض، وضد آخر استخراب (استعمار/احتلال) فلا تنساقوا مع أكاذيبهم وأنظروا لأفعالهم!
إن كنت تخالف روحك الانسانية وتستمع لكذبهم، والأذناب! فانظر الى قطاع غزة! من فلسطين، وانظر الى الضفة! وانظر في وجه أي فلسطيني بأي دولة بالعالم تحسّ منه وافر المحبة والرحابة والاحتضان مع الاصرار والصلابة والتصميم على تحرير فلسطين، ونور العلم والأدب والابداع. ولا تجد أمامك لا مخربًا ولا ارهابيًا، بل مناضلًا ثابت العزم حقّ لك الفخر به والاعجاب.
كيف لايتمنى الفلسطيني كسرَ غرور الصهيوني بكسر أنفه، وتحطيم غلواء القوة الفاحشة وما يمارسه من إبادة جماعية وقتل مبرمج وافناء مخطّط له للشعب العربي الفلسطيني؟! وأنت كحرّ كذلك.
وكيف للمناضل-وهو المكذوب عليه- أن يرفض أي فعل عادل مهما كان نوعه ومنه الاقتصادي والاعلامي والسياسي …الخ لإعادة رسم خريطة المنطقة التي يكون فيها المحورُ العربي قادرا على أن يقول هأنذا.
كذبوا إن ظنوا نقص الوعي السياسي لدى العربي الفلسطيني! فهو يعي ويقدّر ويفهم ولايبرّر، والأمة بمجملها قادرة، وهو لوحده غير قادر.
الشعبُ الفلسطيني نعم والأمة لوحدها أو مع بعض القوى الاقليمية قادرة أن تكرس دولة فلسطين وتحررها من الاحتلال الجاثم يظن الأبدية قرينه.
كيف للفلسطيني أن ينظر لكل من يمدّ له يدًا، وعبر امتحان النزيف والمقتلة والنكبة في غزة الا نظرة محبة وتقدير وثناء، مهما كان حجم الفعل ونوعه ومهما كان مقدار الدعم.
لذا كذبوا عليك عندما قالوا أن الفلسطيني لا يعرف الشكر أو الثناء أو التقدير.
هل أدركت الآن أن العالم كلّه بأحراره أجمعين (نحّي قليلًا الساسة في الانظمة ومنها الاوربية) قالوا نعم لفلسطين. وقالوا نعم لدولة فلسطين وقالوا نعم للسلام.
الغازي الإسرائيلي بالدعم الأمريكي يكشف الأكاذيب، ويرسمُ بالدم على الأرض شكل المستقبل المظلم للمنطقة إن خنعت واستسلمت وباعت شعوبها والروح المتمردة.
كذبوا عليك فقالوا أن المسلم والعربي والمسيحي المشرقي والفلسطيني يحب الموت! طاعنين به وبرسالته! وما صدقوا، فالدين هو السلام كما هو المحبّة، والأصل لا ينفي استثنائية المقاومة والنضال ضد الظالم والمحتل والمستخِرب (المستعمِر).
الفلسطينيون بوعيهم يرحّبون بمن يدعم قضيتهم المحقة والعادلة، ويفهمون حدود القوة والدعم ومزالق السياسة لذا لايثقون إلا بالشعب أولًا وبشعوب الأمة وبأرجحية تشكل محور عربي-(وربما أوسع) مهما كانت مقدرته وحجم تدخلاته وحدودها-فهو بجميع الأحوال سيكون داعمًا لفلسطين ببساطة لأن فلسطين والقدس منها تبدأ الحرب وفيها يكون السلام.
كذبوا عليك عندما قالوا أن العقبة الكأداء موجودة في فلسطين أو في السلطة أو في حماس أو حركة فتح! وبالحقيقة أن العقبة الوحيدة بمنطقتنا العربية هي نظام الرعب والسيطرة والعنصرية والافناء العرقي في حكومة “نتنياهو”، إنها الكيان والحكومة التي لا ترى الا بالقوة العسكرية الداهمة المربوطة بالعناد السياسي وخرافات التوراة وأحلام حكم المنطقة كلها وإذلالها أساسًا ومسارًا وعقيدة.