غزة كانت البداية ومن غزة النهاية…اذا تم تثبيت وقف اطلاق النار بين إيران وإسرائيل ونجح، سنذهب الى صفقة في غزة وانتخابات مبكرة في إسرائيل في شهر تشرين/اكتوبر لأن نتنياهو يريد إستغلال ما يسميه النصر…كل القصة ترامب وامريكا فإستمرار الحرب يعني توسعها بشكل مؤكد، لذلك يجب وقفها وإنهاء كارثة غزة قبل الوقوع في كارثة أكبر قد تصل للعالمية
ما هو القادم على المدى المتوسط، اي بعد الانتخابات الإسرائيلية؟
الجواب: في غزة ستكون الكيانية أو الدولة، ومصير ما تبقى من الضفة سيرتبط مع غزة إداريا وماليا، حماس ستكون جزءا اساسيا من النظام السياسي وكحزب سياسي كما حزب الله في لبنان، والعلاقة الأمريكية الإيرانية سوف يكون شكلها تعاون واستثمارات إقتصادية
الموقع الجيو سياسي لإيران بإعتبارها دولة إرتكاز إستراتيجية أثبت أنه أقوى من القنبلة النووية
الإيرانيون ليسوا عرب، لا تحكمهم عواطفهم، بل يحكمهم مفهوم البقاء وعدم الإندثار، ويحكمهم مصالحهم وكرامتهم، وأعتقد انهم حققوا الإثنتين معا، والنتيجة ستكون توقف الحرب في غزة عبر هدنة ستمتد الى شهر تشرين /أكتوبر حيث سيتم وقفها بشكل نهائي
عندما سألت لماذا في شهر تشرين/أكتوبر ستقف الحرب، لم يكن هناك إجابة سوى ان الدولة العميقة العالمية التي قادت كل المعارك من سنتين قررت ذلك
قلنا سابقا ان اللهيب الاخير سنراه في طهران، فلا يمكن الذهاب الى تسويات شاملة بدون ذلك، حيث الجميع في المنطقة بعدها سيفهم أن لغة الدبلوماسية هي التي يجب ان تسود، لا لغة الدمار والكوارث الناتجة عن الحروب، المنطقة جربت الدمار والحروب واختبرتها على أرض الواقع، ولا أعتقد بعد ذلك سنجد من يفكر فيها مرة ثانية لعقود من الزمن
رحم الله الشهداء، ورحم الله الشهيد قائد طوفان الأقصى الذي فرض بالطوفان على المجتمع الدولي أن يتخذ قرار بإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، والصراع الايراني الإسرائيلي بدل إدارته، ورحم الله شهيد الأمة السيد نصر الله الذي ما تخلى عن غزة وانتج مشهد كربلائي جديد بنكهة سيسجلها التاريخ كماركة بإسم الشهيد الذي قال “مهما كانت عظم التضحيات لن نتخلى عن غزة”
إسرائيل بدل أن تتوسع ويتوج نتنياهو نفسه ملكا عليها، ستعود إلى جادة العقل، لان الطوفان أنهكها رغم كل قوتها وجبروتها، بحيث ان رأيها العام بالضرورة سوف يتغير حينما تستيقظ على حجم ما خسرته خلال سنتين من عمر الطوفان، خسارة ستدفع إلى تشكيل لجان تحقيق وليس لجنة واحدة، نعم إسرائيل ذاهبة أيضا للتغيير لان الواقع يفرض نفسه بالدمار الكبير الذي حل على جبهتها الداخلية نتيجة الصواريخ الإيرانية، ولأنها هزمت في غزة رغم كارثتها، والهزيمة هنا استراتيجية وتتمثل في عدم قدرتها على فرض القوة ومزيد من القوة، واستخدام شريعة الغاب في فرض ما تريد، ويضاف إلى ذلك الخسارات الكبرى على صعيد الرأي العام العالمي
اخيرا، إسرائيل الصهيو-دينية اليمينية إنكشفت على حقيقتها ولن تستطيع ترميم سمعتها إلا بعد عقود، هذا إن إستطاعت، وإيران لم تهزم لكنها ايضا لم تنتصر ولكن ربحت ان تبقى دولة إقليمية كبرى، أما غزة فهي كما قال درويش “تعادل تاريخ أمة” وقال ” إن سألوك عن غزة، قل لهم: بها شهيد…يسعفه شهيد…ويصوره شهيد..ويودعه شهيد..ويصلي عليه شهيد”، نعم غزة اسطورة وستبقى أسطورة لأنها خلقت لتكون اسطورة، ففي غزة البداية وهي النهاية