متى تنتهي الحرب؟
لا أعتقد أن هذه الحرب ستكون طويلة الأمد. من المرجح أن تتوقف خلال الأيام العشرة المقبلة، ما لم يتدخل حلفاء إسرائيل بشكل مباشر، وهو تطور قد ترغب فيه تل أبيب، بينما تحاول طهران تفاديه.
إيران، رغم الضربات التي تلقتها، لا تسعى لتصعيد المواجهة، بل تميل إلى وقف الحرب والعودة إلى طاولة المفاوضات.
كيف تفكر إسرائيل؟
إسرائيل تخوض هذه الحرب بعقل بارد وأهداف واضحة ومترابطة. لن توقف هجماتها إلا بعد أن تحقق كامل أهدافها وتُثبت قدرتها على اختراق العمق الإيراني دون ردع.
هي ليست معنية بحرب مفتوحة فقط، بل باستعراض شامل لقوتها، ورسالة للمنطقة والعالم بأنها قادرة على تغيير قواعد الاشتباك.
الأهداف المباشرة لإسرائيل
الاغتيالات النوعية: وعلى رأس القائمة المرشد الإيراني علي خامنئي، إن أمكن.
تدمير المنشآت النووية: القضاء على قدرة إيران في تخصيب اليورانيوم.
إضعاف المؤسسة العسكرية الإيرانية: عبر استهداف القيادات والمنشآت.
السيطرة على المضائق والمنافذ البحرية: خاصة عبر أمريكا وحلفائها، ومن ضمنها مضيق هرمز.
ضرب الاقتصاد الإيراني: من خلال زعزعة هيبة الدولة وهدم ثقة الداخل بها.
تفكيك الأذرع العسكرية لإيران: إنهاء دعم الحوثيين، والضغط لتسليم قادة حماس ما تبقى من الرهائن.
الأهداف بعيدة المدى
إسقاط النظام الإيراني: واستبداله بمعارضة شبيهة بأحمد الشرع، تقبل الانخراط في نظام إقليمي يخضع لشروط إسرائيل وأمريكا وأوروبا وبعض العرب.
الهيمنة على النفط الإيراني: فتح آبار إيران أمام الاستثمارات الغربية والإسرائيلية.
السلام والتطبيع: فرض واقع جديد تفتح فيه إيران أبوابها لإسرائيل سياسياً واقتصادياً.
خلاصة
هذه الحرب ليست لحظية ولا انفعالية، بل نابعة من قراءة إسرائيلية طويلة ومعقدة للمشهد الإقليمي.
وما تفعله الآن هو تنفيذ لخطة متعددة الأبعاد، تسعى من خلالها لإعادة رسم التوازنات في الشرق الأوسط، وتفكيك مشروع إيران الإقليمي من الداخل.
