حملة غاضبة وإلغاء متابعة ضد العارضة الإيرانية ماهلاغا جابري

السياسي -متابعات

أشعلت العارضة الإيرانية ماهلاغا جابري جدلًا واسعًا بعد منشور ناري وفيديو مثير نشرته عبر حسابها على إنستغرام، تزامنًا مع تصاعد التوترات في إيران. وبينما كانت قد ظهرت قبل أيام في عيد ميلادها بمظهر حزين داعية للسلام، فاجأت متابعيها بتصريحات حادة، وظهرت في فيديو وهي ترفع علم إيران الملكي القديم، المعروف برمز “الأسد والشمس”.

 

 

“سننهض بكرامة”… كلمات فجّرت الغضب

كتبت جابري في منشورها المثير للجدل:

“ما زلنا أحياء. ما زلنا نراقب. ما زلنا ننتظر. وعندما يأتي اليوم، سننهض، ليس انتقامًا، بل بكرامة. لنجعل إيران عظيمة من جديد.”

وبينما استوقف النص كثيرين، فإن المفاجأة الكبرى جاءت في الفيديو المرافق، حيث ظهرت جابري وهي تحمل علم إيران الملكي، الذي يضم شعار “الأسد يحمل سيفًا وخلفه شمس” – وهو علم ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979، ويرمز حاليًا لحركة المعارضة للنظام الحاكم.

الانتقادات تنهمر: “موقفك مخزٍ!”

التعليقات الغاضبة لم تتأخر، إذ كتب أحد المتابعين:

“ليس عليك أن تتفق مع الحكومة، لكن بلدك يتعرض للهجوم الآن. يجب أن تقفوا جميعًا صفًا واحدًا. لا تثقوا بأميركا – فهم لا يقدمون شيئًا.”

وتوالت ردود مشابهة تتهمها بالخيانة، واعتبر كثيرون أن الفيديو يمثل “تشفيًا” في وطنها وسط لحظة وطنية حرجة. كما أقدم آلاف المتابعين على إلغاء متابعتها.

ردها: “الذي يُهاجَم هو النظام… لا الوطن”

في مواجهة سيل الهجوم، ردّت جابري مباشرة على أحد التعليقات قائلة:

“بلدي كان تحت وطأة هذا النظام الوحشي الذي شنّ حربًا على شعبه على مدى 47 عامًا. إنه النظام الفاسد وجيشه الإرهابي الذي يُهاجَم!”

موقفها الصريح يضعها مرة أخرى في صفوف المعارضين بالخارج، ويعكس رفضها المطلق للسلطة الحالية، لا للشعب الإيراني أو الأرض.

 

 

مشهد من عيد ميلاد حزين… تناقض أم تطوّر؟

اللافت أن ماهلاغا كانت قد نشرت قبل أيام فقط، بمناسبة عيد ميلادها، صورة هادئة بدت فيها حزينة، وأرفقتها برسالة إنسانية كتبت فيها:

“أتمنى السلام لكل من يعيش تحت الخوف والظلم. قد لا نملك القوة، لكن نملك الأمل.”

التحوّل من هذه النبرة المتأملة إلى فيديو سياسي مشحون، جعل كثيرين يتساءلون: هل تغيّر موقفها؟ أم أن الاحتفال الحزين كان بداية لصحوة أقوى؟

العلم ليس تفصيلًا عابرًا: الأسد والشمس رسالة معارضة

العلم الذي رفعته جابري ليس رمزًا عشوائيًا، بل هو علم إيران الملكي الذي كان يُستخدم قبل الثورة عام 1979، ويُعد اليوم رمزًا للمعارضة في الخارج. يتكوّن من ألوان إيران الثلاثة (أخضر، أبيض، أحمر)، وفي وسطه أسد ذهبي يحمل سيفًا وخلفه شمس مشرقة – شعارٌ يمثل الدولة الفارسية قبل سيطرة النظام الإسلامي.

رفع هذا العلم، خاصة في لحظة صراع سياسي، يُعد رسالة تحدٍّ واضحة تجاه النظام.

جمهور منقسم… بين تأييد واتهام بالخيانة

بين الاتهامات والدفاع، انقسم المتابعون. البعض رأى أن ما قامت به جابري “خيانة وطنية” في لحظة مفصلية. فيما قال آخرون إنها شجاعة عبّرت عما يعجز الملايين عن قوله داخل إيران، وإن معارضتها للنظام لا تعني كرهها لوطنها.

ماهلاغا جابري تتحوّل يومًا بعد يوم من عارضة إلى صوتٍ سياسي جريء في المهجر. بين صورة حزينة في عيد ميلادها ورسالة أمل، إلى فيديو يرفع علم الأسد والسيف ويدعو للكرامة، تثبت أنها لم تعد تقف في الوسط، بل أعلنت موقفها بصوت عالٍ. وبين من يراها خائنة ومن يراها بطلة، يبقى الثابت أنها أثارت ضجة… ولن تمرّ بصمت.