لماذا قرر ترمب وقف الحرب بسرعة؟

ميساء أبو غنام

حرب قصيرة بأهداف دقيقة
أذكّركم أنني منذ بداية الحرب قلت إنها لن تستمر أكثر من عشرة أيام، لأن هذا النوع من الحروب لا يحتمل الإطالة، لا من طرف إيران، ولا من طرف إسرائيل. كما أن الشرق الأوسط برمته لا يستطيع تحمّل حرب طويلة الأمد في ظل التوترات الحالية.
الأهداف قصيرة الأمد: تدمير المفاعل النووي الإيراني
الهدف الفوري لهذه الحرب كان واضحًا: تدمير المفاعل النووي الإيراني وإنهاك النظام الحاكم في طهران. وقد تحقق ذلك بنجاح، ومن يدّعي عكس ذلك فهو إما ساذج أو يتجاهل الواقع.
الأهداف طويلة الأمد: تفكيك النظام الإيراني
أما على المدى البعيد، فإسرائيل لا تعمل بعشوائية. لديها خطة تمتد لثلاث سنوات، تقوم على:
دعم المعارضة الإيرانية
تفكيك النظام من الداخل
إضعاف إيران بشكل صامت دون ضجيج إعلامي
عقلية ترمب: الاقتصاد قبل كل شيء
دونالد ترمب، في جوهره، رجل أعمال ومقاول. لا يرى العالم إلا من منظور الربح والخسارة. لا يؤمن بحروب الاستنزاف، بل يسعى إلى الضربات السريعة والنتائج الاقتصادية الفورية. ولذلك، فالحرب الطويلة لا تخدم رؤيته للاستثمار في الشرق الأوسط.
زبدة الثروات في قلب الجهل والفقر والاستبداد
ترمب وإسرائيل ينظران إلى الشرق الأوسط على أنه كنز اقتصادي هائل. ففي منطقة يعمّها الجهل والفقر والاستبداد، توجد أعظم الثروات الطبيعية في العالم. وهذه البيئة تُعتبر فرصة ذهبية لتتويج إسرائيل وأمريكا كقوتين سياسية، عسكرية واقتصادية.
مغامرة إسرائيلية ناجحة
ضرب إيران لم يكن خطوة محسوبة مسبقًا من الجميع، بل كانت مغامرة إسرائيلية جريئة لم يتجرأ أحد على خوضها من قبل. وقد كشفت هذه الضربة مدى اختراق إسرائيل للنظام الإيراني، وهو ما أحدث صدمة في الداخل الإيراني وأربك حسابات الخارج.