السياسي –
سلطت تجارب دراسة جديدة الضوء على توفير الحمامات الساخنة طريقة عملية، وبأسعار معقولة لحماية القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي، مُتحدّيةً بذلك اتجاه علاجات الساونا باهظة الثمن.
وفي التجارب، تفوّق الغمر بالماء الساخن بشكل ملحوظ على كلٍّ من الساونا التقليدية والساونا بالأشعة تحت الحمراء، ما أدى إلى زيادات أكبر في درجة حرارة الجسم الأساسية، ومعدل ضربات القلب، والناتج القلبي، وانخفاض ضغط الدم.
وتحاكي هذه الفوائد التمارين الرياضية متوسطة الشدة.
استجابة المناعة
ووفق “ستادي فايندز”، وحده الغمر بالماء الساخن حفّز استجابات مناعية قابلة للقياس، بما في ذلك ارتفاعات حادة في الإنترلوكين-6 وزيادة في الخلايا القاتلة الطبيعية والخلايا التائية السامة للخلايا لمدة تصل إلى 48 ساعة، ما يُشير إلى فوائد مناعية محتملة طويلة المدى.
وأظهرت الدراسة، التي أجريت في جامعة أوريغون، أن إجراءً بسيطاً مثل النقع لمدة 45 دقيقة في الماء الساخن يُحدث تغييرات فسيولوجية أكثر وضوحاً من الجلوس في ساونا تقليدية، أو ساونا بالأشعة تحت الحمراء البعيدة.
وصمم الباحثون تجربتهم لمحاكاة كيفية استخدام الناس لهذه الطرق الحرارية فعلياً، بدلاً من إنشاء سيناريوهات مختبرية اصطناعية.
وخضع 20 مشاركاً، موزعين بالتساوي بين الرجال والنساء، بمتوسط عمر 24 عاماً، لـ 3 جلسات تدفئة منفصلة، بفاصل أسبوع على الأقل.
التجارب
واتّبعت كل جلسة بروتوكولًا مختلفاً. للغمر بالماء الساخن، غمر المشاركون حتى عظمة الصدر في ماء بدرجة حرارة 104.9 درجة فهرنهايت لمدة 45 دقيقة.
وتضمنت جلسة الساونا التقليدية 3 جولات، مدة كل منها 10 دقائق، عند درجة حرارة 176 درجة فهرنهايت، مع فترات راحة لمدة 5 دقائق في درجة حرارة الغرفة بين الجلسات.
وجلس المشاركون في ساونا الأشعة تحت الحمراء البعيدة لمدة 45 دقيقة في درجات حرارة مُعدّة تبدأ من 115 درجة فهرنهايت وترتفع تدريجياً إلى 149 درجة فهرنهايت.
أدى الغمر بالماء الساخن إلى إحداث أهم التغيرات الفسيولوجية في جميع المعايير المقاسة.
كما أدى غمر الجسم بالماء الساخن إلى زيادة درجة حرارة الجسم الأساسية للمشاركين بمعدل 1.98 درجة فهرنهايت، بينما رفعتها الساونا التقليدية بمقدار 0.72 درجة فهرنهايت فقط، ولم تُسبب ساونا الأشعة تحت الحمراء أي زيادة تُذكر.
وأثار هذا الاختلاف في درجة الحرارة سلسلة من الاستجابات الفسيولوجية التي ميزت الماء الساخن عن منافسيه من الساونا.
فوائد ممتدة
وبالنسبة للمناعة، ازدادت الخلايا القاتلة الطبيعية وبعض الخلايا التائية بعد 24 و48 ساعة من جلسات الماء الساخن.
وتساعد هذه الخلايا المناعية على مكافحة العدوى والخلايا السرطانية المحتملة، ما يشير إلى أن الغمر في الماء الساخن قد يوفر فوائد دائمة لجهاز المناعة بعد الجلسة المباشرة.