السنة الهجرية 1447… فلتكن إنتصارا لفلسطين؟

د فوزي علي السمهوري

يشكل العالم الإسلامي قوة كبيرة من حيث الجغرافيا والديمغرافيا والثروات والإقتصاد ولكن للأسف هذة القوة غير مفعلة بسبب التشرذم والخلافات البينية داخليا وخارجيا التي زرعتها القوى الإستعمارية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية ولم تزل قائمة .
وما تمر به العديد من الدول الإسلامية من نزاعات مسلحة وحروب فيما بينها المؤشر والدليل على إستمرار المخطط الإستعماري بإدامة التقسيم والفرقة والعمل على منع إقامة اي شكل من أشكال الوحدة بل والتوافق الإقليمي الجمعي تحقيقا لمصالحها وامنها وسيادتها وتنميتها من خلال تبني إستراتيجية مشتركة لفرض مصالحها يؤهلها لأن تشكل قطبا فاعلا مستقلا على الساحة العالمية مما يستدعي من قادة الدول الإسلامية تقييم طبيعة المرحلة القادمة الهادفة إلى إعادة تقاسم النفوذ فيما بين القطبين الامريكي والروسي الصيني بتكرار لسيناريو إتفاقيات سايكس بيكو وسان ريمو ويالطا دون أي إعتبار لأمن ومصالح وسيادة اي دولة إسلامية كانت عربية او غير عربية مما يعني ضرورة الإتفاق على قواسم واهداف مشتركة ومراعاة سيادة الدولة القطرية في سياق إستراتيجية شاملة بإمكانيات وقدرات ذاتية ” دون الإعتماد على اي قوى خارجية ” على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والتكنولوجية والعسكرية .
السنة الهجرية :
حتى لا تكن حلول سنة هجرية وما يرافقها من إحياء شكلي روتيني لهذه المناسبة العظيمة التي كانت إيذانا ببدأ مرحلة بناء الدولة الإسلامية وبلوغها موقع العظمة بقيمها وعدالتها وتسامحها والمساواة بين مواطنيها دونما اي تمييز فليكن عام ١٤٤٧ الهجري نقطة إنطلاق نحو مغادرة مربع الضعف والتشرذم والتبعية إلى مربع القوة والوحدة والسيادة والحرية والإستقلال الفعلي فقد ثبت بأن لا مكان لضعيف على الساحة العالمية وستبقى جغرافيته ووحدة اراضيه مهددة ومستباحة وثرواته مهدورة ومسلوبة .
كما سقطت مزاعم القوى الإستعمارية بحرصها على إعمال مبادئ واهداف وميثاق الأمم المتحدة وسمو القانون الدولي وكفالة حقوق الإنسان بإعلاء قيم الحرية والديمقراطية وحق الشعوب بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وما الإنحياز الأمريكي للكيان الإستعماري الإسرائيلي الإرهابي ودعمه بكل وسائل وادوات القوة بما يمكنه من إدامة إحتلاله الإستعماري لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا وللجولان ولاراض لبنانية بتحد صارخ لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة وإنتهاك صارخ لإلتزاماته كدولة عضو بالأمم المتحدة وتمكينه الإفلات من المساءلة والعقاب وتبرير مختلف اشكال جرائمه المعاقب عليها دوليا من جرائم حرب وإبادة وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية تحت عنوان ممارسة حقه بالدفاع عن النفس خلافا لنص المادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة وإستخدام تعسفي للفيتو رفضا لوقف العدوان البربري الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ورفضا للإعتراف بدولة فلسطين كدولة عاملة بكامل الحقوق والواجبات بالرغم من إستيفاءها متطلبات قبول دولة عضوا بالامم المتحدة المنصوص عليها بالمادة الرابعة من الميثاق إلا نموذجا لهذا المخطط الإسروامريكي الإستعماري العدواني بتغييب ممنهج لمصالح الدول الإسلامية وضرب عرض الحائط بكل قرارات القمم العربية والإسلامية والعربية الإسلامية وبالشرعة الدولية وبميثاق الأمم المتحدة .
حرية فلسطين القاسم المشترك :
الهجرة النبوية اسست لبناء دولة إسلامية عظيمة لم يشهد خلالها مواطنيها من معتنقي ديانات أخرى كالمسيحية واليهودية اي إضطهاد او تمييز قائم على الأصل والعرق واللغة والدين خلافا لما يتعرض له المسلمين والمسيحيين على يد سلطات الإحتلال الإستعماري الإحلالي الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة إثر عدوان ٥ حزيران ١٩٦٧ وداخل فلسطين المحتلة منذ عام ١٩٤٨ من قمع وقتل خارج القانون وإعتقالات تعسفية ومصادرة للأراضي والممتلكات وتمييز عنصري بالقوانين والممارسات وبالتعبئة العدوانية الإجرامية وبث العدوانية والكراهية بعقول اطفالهم عبر المناهج المدرسية والوسائل الإعلامية ومن خلال احزابهم السياسية وليدة العصابات الصهيونية اليهودية الإجرامية التي إرتكبت افظع اشكال جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني قبل عام ١٩٤٨ تستهدف الإنسان الفلسطيني بوجوده وحقه بالحياة الآمنة كما تستهدف وطنه من خلال العمل على طرده من وطنه بابشع صور التطهير العرقي وذلك بإنتهاج وتنفيذ كل الوسائل والآليات التي يعد إرتكابها وفقا للإتفاقية الدولية لمنع جرائم الإبادة والتطهير العرقي ونظام المحكمة الجنائية الدولية بانها جرائم حرب وجرائم إبادة وتطهير عرقي وضد الإنسانية .
هكذا كان حال الشعب الفلسطيني مع إحتفال العالم الإسلامي برأس السنة الهجرية ١٤٤٧ دون ان يهب العالم الإسلامي بما يملك من ادوات قوة لنجدة الشعب الفلسطيني وحمايته من بطش سلطات الإحتلال الإسرائيلي الإستعماري عبر إتخاذ إجراءات عملية عقابية بحق هذا الكيان العدواني الإسرائيلي المصطنع وصولا لعزله الشامل دوليا وكذلك بحق الولايات المتحدة الأمريكية الراعية لهذا الكيان الوظيفي بعد إستعصاء إمكانية إستجابة إسرائيل او امريكا للقرارات والدعوات لتنفيذ القرارات الدولية ومحكمة العدل الدولية ولنداءات الشجب والقلق والإستنكار مما يوجب على الدول الإسلامية من منطلق الإنتصار لمبادئ الأمم المتحدة ولحق شعب فلسطين بالحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس اسوة بباقي شعوب العالم الذي لم يبقى سواه في العالم يئن من وطاة جرائم إحتلال إستعماري إرهابي لم يسجل التاريخ الحديث مثيلا لها بدمويتها ووحشيتها الإنتقال إلى مرحلة ممارسة الضغوط على الكيان الإسرائيلي من خلال الضغط على امريكا التي تقف حائلا أمام حرية وإستقلال دولة فلسطين حتى إنصياعه لوقف عدوانه وجرائمه وإنهاء إحتلاله لأراض الدولة الفلسطينية المحتلة والمعترف بها دوليا بموجب قرار الجمعية العامة رقم ١٩ / ٦٧ / ٢٠١٢ وذلك عبر العمل على :
▪︎ قطع كافة اشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والإقتصادية والإعلامية مع الكيان الإسرائيلي
▪︎ والتقدم للجمعية العامة بمشروع قرار لتجميد عضوية إسرائيل بالأمم المتحدة .
▪︎ تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والإقتصادية مع امريكا .
▪︎ وتجميد كافة العقود التجارية والعسكرية وغيرها مع الولايات المتحدة الأمريكية والتعامل معها بلغة المصالح المشتركة .
فهل هذا الحال يستقيم ويتفق مع تعاليم الدين الإسلامي بإنتصار المسلم لاخيه المسلم ؟
إننا ندعوا دول العالم الإسلامي بمناسبة حلول عام هجري جديد كما دعونا بحلول العام الميلادي ٢٠٢٥ جميع الدول التي تدين بالمسيحية كما ندعوا جميع دول العالم التي تؤمن بالإنسانية والحرية والعدالة وبإنقاذ الإنسانية من ويلات الحروب ان تهب موحدين للإنتصار لحقوق الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة وتطهير عرقي دون اي افق بوقفها بحكم الإنحياز الامريكي وتقاعس المجتمع الدولي عن الإضطلاع بواجباته ومسؤولياته باعمال ميثاق الأمم المتحدة بإلزام إسرائيل تنفيذ جميع القرارات الدولية وبتمكين الشعب الفلسطيني من الحرية والإستقلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس كحق اساس مكفول دوليا وفق ميثاق الأمم المتحدة وإلإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهود والمواثيق والإتفاقيات الدولية وإنتصارا للإنسان لاخيه الإنسان …
فلنعمل جميعا عربا ومسلمين واحرار العالم دولا وشعوبا لأن يكون عام ١٤٤٧ عام الإنتصار العملي” بعيدا عن البيانات التقليدية الممجوجة” بدعم وتبني نضال الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل المكفولة دوليا بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حتى الحرية والإستقلال ….
حرية فلسطين حماية للأمن والسلم الدوليين… ؟