- كان من مؤسسي الأكاديمية العسكرية التابعة للقسام، التي خرجت آلاف المقاتلين وقواتها الخاصة.
- قاد عمليات تدريب مكثفة لمقاتلي الحركة.
- أسهم في تطوير بنيتها التنظيمية والتحول بها من مجموعات مقاومة إلى ما يشبه الجيش النظامي.
كتب موقع الخليج اونلاين القطري تقريرا يعرف فيه عن الرجل الغامض الشهيد حكم العيسى التي اعلنت قوات الاحتلال استهدافه مع زوجته وحفيدهما ، حيث بدات وسائل الاعلام البحث عن خلفية هذا الرجل واصله وجذوره ، ليتضح بانه كان يعمل بصمت وفي الظل من دون ضوضاء او دعاية او ضجيج
فيمايلي النص الكامل للتقرير:
في حيّ صبرة بمدينة غزة، سقط صاروخ استهدف أحد أكثر القادة العسكريين غموضاً وتأثيراً في تاريخ “كتائب القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
حكم العيسى، البالغ من العمر 58 عاماً والمعروف بلقب “أبو عمر السوري”، وله ألقاب كثيرة تحرك فيها على مدى حياته العملية، لم يكن مجرد قائد ميداني، بل أحد أبرز العقول التي ساهمت في إعادة صياغة العقيدة القتالية للجناح العسكري لحركة حماس، بحسب ما أفاد به زملاؤه.
لم يظهر العيسى، وهو الذي يحمل الجنسية الأردنية، في الإعلام، ولم يسعَ إلى الأضواء، وفق ما يقول مقربون منه، لكنه ظل لعقود يقود عمليات التخطيط والتدريب وتأسيس البنية التحتية القتالية، حتى صار يُلقّب بين رفاقه بـ”رجل من زمن الصحابة”، في إشارة إلى تقواه، زهده، وبصمته العميقة في ساحات المواجهة، حسب تعبيرهم.
من الكويت إلى غزة
ولد حكم محمد العيسى في دولة الكويت عام 1967 لعائلة فلسطينية تنحدر من قرية رامين الواقعة قضاء محافظة طولكرم بالضفة الغربية.
تلقى تعليمه الأساسي والثانوي بالكويت في مدارس ضاحية عبد الله السالم والعديلية، ثم أكمل دراسته الجامعية في الهند قبل أن يعود مرة أخرى إلى عائلته في الكويت وينخرط في العمل الخيري، ضمن مؤسسات مناصرة للقضية الفلسطينية حتى وقت غزو العراق للكويت، التي انتقل بعدها للعيش في الأردن فترة من الزمن.
تنقّل العيسى خلال مسيرته بين عدد من الدول، وشارك، بحسب المعلومات المتداولة، في ساحات صراع مختلفة من أفغانستان والشيشان، إلى سوريا ولبنان في مقارعة المحتلين، ما أكسبه تجربة ميدانية واسعة النطاق في العمل العسكري غير النظامي.
من العمل الدعوي إلى التأسيس العسكري
استقر حكم العيسى وعائلته الصغيرة سنوات في سوريا قبل أن ينتقل إلى قطاع غزة في عام 2005، حاملاً أهله وعياله قاصداً فلسطين.
وبرز اسم “أبو عمر السوري”، نسبة إلى قدومه الأخير من مكان إقامته في سوريا قبل ثورتها بعدة سنوات، داخل كتائب عز الدين القسام، إلا أن اسمه لم يكن متداولاً بين عامة الناس ولم تكن تُعرف مهامه.
ولم يقتصر دوره على المهام الإدارية أو التدريبية، بل كان من أوائل من ساهموا في بناء منظومة التدريب داخل الكتائب، وفق مصادر مقربة.
وتشير معلومات متقاطعة إلى أنه كان من مؤسسي الأكاديمية العسكرية التابعة للقسام، التي خرجت آلاف المقاتلين وقواتها الخاصة، وقاد عمليات تدريب مكثفة لمقاتلي الحركة، وأسهم في تطوير بنيتها التنظيمية والتحول بها من مجموعات مقاومة إلى ما يشبه الجيش النظامي.
ويعتبر المؤسس الفعلي لمنظومة التدريب العسكري القسّامي، وشارك في بناء المعاهد والكليات العسكرية والاستخبارية، ووضع اللبنات الأولى في الخطة الدفاعية لغزة، ومهندس مشارك في العمليات الهجومية الكبرى.
شغل العيسى عدة مناصب داخل الجناح العسكري، من بينها مسؤولية هيئة التدريب، ثم هيئة الدعم القتالي والإداري، وفق بيان إسرائيلي صدر عقب اغتياله، كما ارتبط اسمه بمشروعات بناء المواقع والمنشآت القتالية، ما منحه لقب “أبو المواقع” داخل الأوساط القسامية.
التأثير والاستهداف
في 28 يونيو 2025، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر بيان مشترك للجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك) عن اغتيال العيسى في قصف جوي استهدفه بمدينة غزة، وأدى إلى استشهاده مع زوجته وحفيده. ووصفت العملية بأنها “اغتيال دقيق” استهدفت “أحد أبرز الشخصيات القيادية في البنية القتالية لحماس”.
واتهم البيان العيسى بلعب دور رئيسي في التخطيط لهجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، فضلاً عن مسؤوليته عن جهود إعادة بناء القدرات العسكرية للحركة خلال الحرب الجارية على قطاع غزة.
ينسب إلى حكم العيسى التأثير الكبير في صياغة العقيدة القتالية لكتائب القسام، من خلال الجمع بين التجربة الميدانية والتخطيط المؤسسي، وهو ما جعله يحظى باحترام داخل صفوف الحركة، كما نُقل عن مقاتلين رافقوه.
بدوره؛ دعا محمود العيلة، الباحث المتخصص في النزاعات والاقتصاد السياسي، الباحثين المختصين في “دراسة الجماعات الإسلامية والجيوش شبه النظامية”، إلى توثيق تجربة العيسى ودراستها ضمن مسار تطوّر البنية العسكرية للمقاومة في غزة.
وقال لـموقع “الخليج أونلاين”: “خلال العشرين سنة الماضية نفّذت المقاومة في غزة ما لا يقل “تقديراً” عن 700 عملية ما بين تفخيخ وقنص واقتحام وإغارة وتصدٍّ لقوات معادية (400 فقط في الطوفان)، وخاضت 6 حروب وعشرات التصعيدات بخطط قتالية دفاعية وهجومية.
وأشار إلى أن “جميع من نفّذوا هذه العمليات تلقّوا تدريباتهم في أكاديمية كتائب القسام للعلوم العسكرية، ومعاهد ومواقع التدريب، التي أشرف على تأسيسها وتطويرها وإدارتها الشهيد القائد حكم العيسى “أبو عمر السوري”، ابن الضفة الغربية”.
وأضاف: “نستطيع القول إن هذا الرجل ساهم في نقل كتائب القسام من مجموعات مقاومة متناثرة إلى بنية شبه نظامية، مستفيداً من موارد محلية وخبرات تراكمية”.