حماس ..الخطف الثاني الأخطر لقطاع غزة

حسن عصفور

يبدو أن حركة حماس فقدت بوصلتها القيادية، التي كانت لها أن تعمل على تركيز “بياناتها” ومواقفها الرسمية، فلم يعد لها رابط متسق، بين تشريط وشروط، تضعها ثم تتناسى ما وضعته قبلا.

خلال الأيام الأخيرة، ومع تطور الحرب الأمريكية ضد بلاد فارس وحركة الضغط العسكري لجيش العدو الاحتلالي، بالتوازي مع ملامح موقف سياسي من بعض “أطراف” تحتضنها مؤقتا، دخلت في نفق الارتباك، بعدما قامت بعملية “تسريب” “شروطها” التي تشمل مستقبل ما تبقى من قيادتها بالخارج وما لها أملاكا وأموالا، تم حصدها باسم قطاع غزة، دون أن يصل منها شيئا، أعلنت بعد ساعات طويلة أنها غير دقيقة.

ثم يخرج منها ليضع بقاء سلاح حماس شرطا لصفقة التهدئة والتبادل، وهي تعلم أن هذه الأقوال ليس ساذجة فقط، بل تحمل كل مظاهر الغباء السياسي، وبها تقدم الهدايا المجانية للعدو بلا حساب، ليواصل حرب الإبادة الجمعية في قطاع غزة، وحرب التهويد وإزاحة المشروع الكياني في الضفة والقدس.

حركة حماس التي تعيش تخبطا واضحا في القول والممارسة، تتجاهل أنها تخطف أهل قطاع غزة، وتضعهم ميدان إبادة لجيش العدو مقابل 50 رهينة غالبهم أموات، لا يمثلون أي قيمة استراتيجية في المشروع التهويدي الأشمل من فلسطين، ومن استطاع للوصول إلى غالبية قيادة حماس السياسية والعسكرية والأمنية، والأخير منهم حكم العيسى الذي لا يعلم عنه أهل القطاع، قادر أن يصل إلى من تعتقد حماس أنهم “سلاحها السري” لإنقاذ ذاتها.

بعد 633 يوم من انطلاق المؤامرة الكبرى 7 أكتوبر 2023، لتعزيز المشروع التهويدي ودور دولة الكيان في الشرق الأوسط، لتصبح ركيزة جديدة لخدمة حسابات الهيمنة في ظل تحولات إقليمية متسارعة، مع بروز نظام قطبي جديد، ومع أخر صفقة لحماس ودولة العدو 19 يناير 2025، لم تحصد سوى مزيدا من المصائب الوطنية، وعبثت بحياة كل مواطن غزة، فيما تمكن جيش المحتل من اغتيال قيادات كان يعتقد أنها “لا يمكن الوصول اليها”.

استمرار “بقايا قيادة حماس” في الخطف الثاني لقطاع غزة هو جريمة سياسية كبرى، تفوق جريمتها في الخطف الأول يونيو 2007، التي فتحت شهوة العدو بالعبور من انقلابها الانفصالي لتحقيق منجزات “تاريخية”، كانت الشرعية الفلسطينية أصابتها في مقتل بتوقيع اعلان المبادئ 1993، وكسر المفهوم التلمودي لهوية الأرض الفلسطينية، بل وشطب الرؤية التوراتية للحل السياسي، خلافا لما أقدمت عليه حماس بهداياها السياسية انفصالا وطائفية عبر شعارها الطائفي الإخوانجي.

المفارقة الكارثية، لا تقف عند استمرار حماس بخطف قطاع غزة الثاني، بل فيما بات يمثل مشاركة في مؤامرة التدمير من قبل قوى فقدت قدرتها على التمايز السياسي والمسؤولية الوطنية، ودخلت في نفق النفاق الغريب، وكأن مواجهة المؤامرة بات جريمة فيما الاصطفاف خلفها بات “مقاومة”، معادلة تريدها بل تعمل لها دولة الكيان، إلى أن تصل لمنطقة الترتيب الإقليمي الذي يمثل الهدف المركزي في العهد الجديد.

أن تواصل حماس خطف قطاع غزة فتلك استمرار لفعلتها النكبوية يوم 7 أكتوبر، لكن استمرار أطراف دفعت ثمنا لكل ما قامت به الحركة الإسلاموية فتلك هي “أم الجرائم الوطنية”، يصبح الصمت عليها شراكة في الإبادة ومصادرة بقايا المشروع الوطني.

ومع فقدان قوة التأثير الفلسطيني على حركة حماس خاطفة القطاع رهينة لمستقبلها الذاتي، لمصر وقطر التحرك من أجل محاصرة تقديم “الهدايا” لحرب الإبادة الجمعية، بعيدا عن “المجالات المملة”.

ملاحظة: فرقة فنية في مسرح لندني أربكت دولة الكيان..لأنها هتفت وهي بتغني ضد جيش العدو..الموت لهم..فرقة ما حسبتها بالمسطرة والقلم وارتعبت من تهم جاهزة “معاداة السامية”..قالتها بصوت عالي ومع موسيقى طربشت لندن وحواليها..الناس اللي هم ناس عمرها ما بتحتاس في الحق..يا متهودين..

تنويه خاص: وفد برلمان عربي زار معبر رفح..دون وجود من قيادة الوطني الفلسطيني..مش قصة حضر او ما حضر كله زي بعضه..بس السؤال هي الزيارة كانت لشو..ما حدا شاف مساعدات طبية دخلت..خطبة نحن مرينا من هنا..شباب او ختيرية هاي حركات بطلت تمشي..فكروا بشي جد جد لو انتم جد بجد..مع انه الشك صار يقين انكم مش جد..