إسرائيليون لقادتهم: أوقفوا العار واتفقوا مع الفلسطينيين

السياسي – “السؤال الكبير الذي يحوم فوق الشرق الأوسط ليس إذا كان القتال سيستأنف، بل متى ستأتي الجولة التالية وفي أي جبهة” (“معاريف”، في نهاية الأسبوع الماضي). وفي سياق النص، ثمة فرضية عمل: “إسرائيل ترى في وقف النووي الإيراني هدفاً قومياً أعلى، وإيران لا تتنازل عن مشروعها النووي، حتى وإن عاد الآن إلى أعماق الأرض. بقي اللاعبون في أماكنهم. واللعبة ستستمر”.

للإيضاح: استئناف الحرب في إيران أو في غزة (عندنا يتحقق هناك وقف نار أيضاً) منوط ببضعة شروط:

معلومات استخبارية واضحة تقضي بأن إيران تخرق الاتفاق تبدو أمراً غير معقول. فالمعلومات الاستخبارية تبقى خاضعة للتفسيرات.

موافقة أمريكية لاستئناف الحرب تبدو أيضاً أمراً غير معقول، لكن لا يمكن معرفة بنك أهداف مهم يغير قواعد اللعب، لكن يمكن اعتبار كل عربي عدواً. موافقة عسكرية إسرائيلية لاستئناف القتال لن تكون إلا بضغط سياسي.

موافقة جماهيرية واسعة لاستئناف القتال تبدو كذلك أمراً لا يمكن حدوثه. وبالفعل، هل يدور الحديث عن مصلحة سياسية لإبقاء الجمهور في توتر؟ نعم. هل توجد قدرة ووقاحة لاختلاق استفزازات في صالح خرق وقف النار؟ واضح.

والنص يتواصل: “أحد السيناريوهات المحتملة، المتشائمة لكن الواقعية، مثلما تقدر إسرائيل، هو “حرب متدحرجة” – جولات قصيرة، مركزة لكنها هدامة، تقع مرة كل بضعة أشهر، كل مرة في ساحة: لبنان، سوريا، الخليج الفارسي، مواجهة كهذه تسحق الاستقرار الإقليمي ببطء، وتزيد تدخل الولايات المتحدة، وتقود لمعركة لا تنتهي بجولة عامة، بل تبقى كبنية تحتية قتالية متواصلة”. هنا، بات الحديث يدور عن سخافة متعددة الطبقات. ثمة إجمال أولي للحرب في إيران يدل على أنه لا يمكن فتح جولة إضافية دون تحصين الجبهة الأساسية التي هي الجبهة الداخلية. مدينة أبراج مثلاً، أو مجموعة أبراج في كل مكان في إسرائيل، ليست مبنية للحرب إلا إذا امتلأت المنطقة بالملاجئ.

وبالطبع، كل آمال نتنياهو في تسوية إقليمية تزيل تهديد محاكمته ستختفي، وكأنها لم تكن. اليوم أيضاً، رغم مطالبة غريبة بتبرئته، وترهات العفو، يفترض بالمحاكمة ويجب عليها أن تجرى كما هي. ناهيك عن أن الشرط الأساسي للدول المشاركة في اتفاقات إبراهيم هو تسوية مع الفلسطينيين. جولة قتال إضافية ستكون في حالة أن يختار نتنياهو خيار شمشون، فيسقط البيت على نفسه وعلينا.

في هذه الأثناء، كل يوم يمر دون معالجة الحرب في غزة والضفة، يبدو يوماً تنتشر في العالم وصمة على جباهنا جميعاً بسبب القتال، وتتسلل إلى النسيج الإسرائيلي. هذه الوصمة تغطي على كل ما يتخذ صورة نجاح صاخب في إيران وتسمح بالدخول إلى المفاوضات من موقع قوة. يجري في غزة والضفة قتال يحركه شر مطلق، وهذا هو اليوم وجه دولة إسرائيل.

ران أدليست

معاريف 2/7/2025