جعجع : سلاح حزب الله أوقعنا في كارثة وكسر الدولة

السياسي – صوّب رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بقوة على سلاح “حزب الله”، معتبراً أنه “أوقعنا بكارثة منذ 25 سنة تاريخ إقرار اتفاق الطائف الذي خلافاً للسرديات لم يتحدث عن سلاح المقاومة”. فهذا السلاح في رأيه “ضد الدستور وضد الطائف وضد ميثاق العيش المشترك ويصادر القرار الاستراتيجي لكل المكوّنات اللبنانية، وهو الذي أدى إلى الازمة الاقتصادية والمالية في البلد، لأن الحزب للتغطية على سلاحه تحالف مع أفسد الفاسدين، وهو ما أدى إلى كسر الدولة اللبنانية”.

ويعتبر جعجع “أن حزب الله وحلفاءه أدخلوا مجموعة ممارسات على لبنان أوصلته إلى ما وصل إليه، وبعدما كان يُلقّب في زمن المارونية السياسية بسويسرا الشرق بات الآن مرادفاً للكبتاغون والتهريب والحدود الفالتة. هذا ما جرّنا إليه سلاح “الحزب”، فهو كان العصي بالدواليب””.

يتحدث رئيس القوات عن الورقة الامريكية التي حملها الموفد توم برّاك، فيستهجن الردود عليها والحديث عن عدم الرضوخ لضغوط خارجية، موضحاً “قبل أن يكون موضوع سحب السلاح مطلباً أمريكياً أو أوروبياً أو خليجياً هو مطلب لبناني”، سائلاً “مَن في الداخل اللبناني يقبل بالسلاح؟”، غامزاً من قناة البعض الذي “لا يريد المواجهة أو أنه متواطئ”. ويضيف “لماذا تم حل حزب القوات واقتيادي إلى السجن عام 1994؟ لأننا أثرنا موضوع سلاح “حزب الله”، وذلك لكي تروا كم كان عزيزاً موضوع “الحزب” على نظام الأسد. وأنا أقول لن نصل إلى دولة فعلية إلا إذا تخلى “حزب الله” عن سلاحه الذي رأيناه من جويا إلى عين الرمانة ومن سمير قصير إلى لقمان سليم”.

وتوجّه جعجع إلى أمين عام “حزب الله” الذي يتمسك بالصبر ويتوعد بمواجهة اسرائيل قائلاً: “يا شيخ نعيم على مَن تضحك؟ يا أخي لا تصبر وأظهر لنا براعتك. يقولون إن الهدف من السلاح هو إقامة توازن استراتيجي مع اسرائيل، فتبيّن أن لا توازن وأنه عامل جذب لاعتداءات اسرائيل على لبنان”، مشيراً إلى “أن شعار “حزب الله” بات نهدّم ولا نبني”، مستغرباً كيف تفكّر الحركات الممانعة، ومتوقفاً “عند تصريح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي فياض الذي فسّر بند نزع السلاح بدءاً من جنوب نهر الليطاني على أنه في اتجاه الحدود، فيما اتفاق وقف النار عدّد من يفترض به حمل السلاح حصراً ووصل إلى حد تسمية الشرطة البلدية. يقولون سلّموا السلاح جنوب الليطاني فيما نرى إسرائيل تقصف مخزناً للصواريخ قبل أيام”.

ويكشف رئيس القوات بعض ما دار في اللقاء بينه وبين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون حول هذه القضية، فيقول “لمست أن رئيس الجمهورية لا يريد مشاكل في البلد، وأنا طلبت عرض المقترح الامريكي على مجلس الوزراء لإصدار إعلان رسمي واضح بحل التنظيمات المسلحة، وأنا لم أفقد الثقة برئيس الجمهورية، وهو يفكّر مثلنا”. ويستطرد “السلطة هيبة والأمور بحاجة إلى Determination أي “عزيمة”، يجب أن يُقال للحزب أنتم فاوضتم مع الرئيس بري على اتفاق وقف النار ووافقتم عليه، غير أن رئيس الجمهورية يعتقد أنه يحاور أو يتعاطى مع “خواجات””. ويخلص “الموضوع وصل إلى حدوده القصوى، فقد مرّت خمسة أشهر على الحوار ولم نصل إلى نتيجة وستمر خمسة أشهر أخرى والحوار لن يعطي نتيجة. نحن الآن موعودون بمفاوضات تجري بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام من جهة وبين الرئيس نبيه بري و”حزب الله” من جهة أخرى، وأنا لست مع، فلا تستقيم دولة بأمور حيادية”.

ويستعرض جعجع ما حصل في موضوع السلاح الفلسطيني، حيث أنه “بعد الموقف الصريح لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلبت الدولة اللبنانية من الفصائل الفلسطينية جمع السلاح من المخيمات”، فسأل “أين المخيمات أليست على الاراضي اللبنانية وتحت سلطة الدولة؟ هل هي في استراليا؟”.

ولا يوافق القائلين إن ليست لدى الجيش اللبناني قدرات، لافتاً إلى “إنتشار الجيش على الحدود الشرقية مع سوريا عندما حصل تهديد، فيما هو لا ينظر ماذا يحصل خلفه”.

ولدى القول له ربما يستعمل “حزب الله” سلاحه في الداخل، يجيب “قناعتي أن لا إمكانية لاستعمال السلاح لا في الداخل ولا في الخارج، هم يستعملون وهجه لتحصيل مكاسب، وعلى المسؤولين في الدولة ألا يلعبوا دور “أبو ملحم”، وأتصوّر أن الأشهر المقبلة إن لم تكن الأسابيع ستكون حاسمة”.