مهاجر يخاطر بحياته لإنقاذ أطفال من حريق في باريس

السياسي -متابعات

شهدت العاصمة الفرنسية باريس عملية إنقاذ درامية بعد اندلاع حريق مروع في الطابق الثاني من مبنى سكني بشارع “دو لا شابيل”، مما أدى إلى محاصرة عائلتين في الطوابق العلوية وسط سحب كثيفة من الدخان والنيران المتصاعدة.

وأثناء الحريق خاطر مهاجر من أصول إفريقية بحياته من أجل إنقاذ عائلة علقت وسط النيران في الدائرة الثامنة عشرة في باريس، مساء الجمعة 4 يوليو (تموز) الجاري، حيث اندلع الحريق الضخم بشكل مفاجئ، وامتدت ألسنة اللهب سريعاً إلى الشقق العلوية، تاركة عائلة من ستة أفراد محاصرة في الطابق السادس، بلا أي مخرج.

وفي لحظة شجاعة نادرة، خرج أحد الجيران من نافذة شقته، وسار بخطوات حذرة على حافة ضيقة لا تتجاوز بضعة سنتيمترات، بين السماء والأرض، لإنقاذ الأطفال والبالغين من شقّة تلتهمها النيران.

وأظهرت مشاهد وثقتها جارة ونُشرت عبر “تيك توك” الشاب الإفريقي وهو يلتقط رضيعاً أولاً، ثم ثانياً، قبل أن يساعد طفلًا ثالثًا على الخروج، ثم يمد يده للأم لتتبعه عبر الحافة الضيقة إلى برّ الأمان.

من جهته، قال الشاب فوسينو سامبا لقناة “TF1” الفرنسية: “كنتُ مضطراً لفعل ذلك.. كان هناك رضيعان، الجسد نفسه هو من يقرر في هذه اللحظات.. أمسكت بالطفل الأول، وكان يمكن أن يسقط من بين ذراعيّ، لكنها كانت مخاطرة لا بد منها”.

شهادة الشاب، التي أدلى بها وهو لا يزال يرتجف من المشهد، لاقت تفاعلًا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن وزيرة العدل الفرنسية علقت بالقول: “في مجتمع يميل نحو الفردية، ما فعله فوسينو سامبا يُلهمنا جميعاً.. إنه بطل حقيقي”.


وعقب عملية الإنقاذ البطولية، وصلت فرق الإطفاء وأخمدت الحريق، فيما تم إجلاء كافة سكان المبنى، وأُصيب ما لا يقل عن 13 شخصاً بتسمم جراء الدخان، بينهم ثمانية نُقلوا إلى المستشفى ولا يزالون قيد العلاج، فيما تم نقل العائلة التي أنقذها الشاب إلى مستشفى روبرت-ديبري لتلقي الرعاية.

وتعمل السلطات حالياً على التحقيق في ملابسات الحريق، بينما وفّرت بلدية باريس مساكن بديلة لـ 18 شخصاً من المتضررين.