السياسي – شنّ اللواء احتياط إسحق بريك هجومًا لاذعًا على وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، متهمًا إيّاها بقيادة “أكبر عملية تضليل إعلامي في تاريخ الجيش”، من خلال الترويج المتعمّد لأكاذيب حول سير الحرب في قطاع غزة، وتضخيم صورة الانتصار على حساب الحقيقة الميدانية والمهنية العسكرية.
وفي مقال نشرته صحيفة معاريف أكد “بريك” أن حركة حماس استعادت قوتها التي كانت عليها قبل السابع من أكتوبر، في ظل تدهور الأداء العسكري الإسرائيلي، وغياب أي إنجاز ميداني حقيقي على الأرض.
-شكوك في أرقام القتلى وتأكيدات ميدانية من الجنود..
“بريك” لم يتوقف عند انتقاد الرواية الإعلامية، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، مشككًا في الأرقام الرسمية التي يصدرها الجيش حول عدد قتلى حماس.
واستند في موقفه إلى شهادة جندي من كتيبة هندسة يخدم في ممر نتساريم، أفاد صراحة بأن الجنود لا يرون أي مقاتلين في الميدان، وأن غالبية ما يُعلن عن “إنجازات” لا يمتّ للواقع بصلة.
وبحسب “بريك”، فإن الرواية العسكرية الرسمية تخفي حقيقة صادمة: “المقاتلون الإسرائيليون لا يواجهون العدو وجهًا لوجه، بل يتعرضون لعبوات ناسفة وهجمات خاطفة من داخل الأنفاق”.
وأضاف أن غياب مقاتلي حماس عن الميدان لا يعني السيطرة، بل يكشف عن حرب عصابات منظمة تستنزف الجيش في كل زاوية، دون أن تتيح له أي تفوق ميداني.
وأكد “بريك” أن الجيش يخوض القتال بهيكل بشري منهك وأصغر بعشرات المرات مما يُروّج له، موضحًا أن نسبة الحضور في القوات النظامية والاحتياطية متدنية، وأن آلاف الجنود سُرّحوا أو انسحبوا من الخدمة القتالية بسبب مشاكل نفسية حادّة.
وأشار إلى أن حالة “الرفض الصامت” تتسع، مع تزايد رفض جنود النخبة مواصلة القتال، وهو ما تتجاهله القيادة العسكرية بشكل ممنهج.
واعتبر “بريك” أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت إلى “جهاز دعاية مضلّل”، هدفه إرضاء القيادة السياسية والعسكرية على حساب الشفافية والمصلحة العامة، مؤكدًا أن هذه “الثقافة المؤسسية للكذب” هي ما يمنع إجراء إصلاحات جوهرية بعد “كارثة 7 أكتوبر”.
ووصف التصريحات الرسمية التي تزعم السيطرة على 75% من قطاع غزة بأنها “كاذبة بالكامل”، قائلاً إن ما يردده قادة الألوية من أن غياب العدو عن الأنظار هو دليل على السيطرة، ليس سوى وهم عسكري لا يدرك طبيعة تكتيكات العدو.
-خيار بريك: وقف فوري للقتال وإعادة بناء الجيش..
“بريك” خلص إلى أن استمرار القتال في هذه الظروف لن يؤدي سوى إلى مزيد من الكوارث، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى، بالتزامن مع إعادة هيكلة الجيش من الجذور، خاصة فيما يتعلق بقوات المشاة والهندسة، واستعادة الجاهزية والقدرات المهترئة.
وطالب بتفكيك وحدة المتحدث باسم الجيش بشكل كامل، وإعادة بنائها على أساس الشفافية وروح المسؤولية، مع تقليص حجمها بشكل جذري، واقترح وضع لافتة على مدخلها كُتب عليها: “لا ينشر هنا إلا الحقيقة”.