السياسي –
سلّطت أبحاث جديدة الضوء على تأثير ممارسة الرياضة على الصحة النفسية، وتبين أن الأثر أكثر تعقيداً مما يُعتقد، فبينما ترتبط أنشطة أوقات الفراغ، كالمشي أو تمارين الصالة الرياضية، بانخفاض الاكتئاب والقلق، فإن الأنشطة المتعلقة بالعمل أو الأعمال المنزلية قد لا تقدّم الفائدة نفسها، وقد ترتبط بنتائج أسوأ أحياناً لدى البعض.
والمثير للاهتمام أن “تأثيرات الدواء الوهمي” تلعب مع العوامل السياقية، مثل بيئات العمل الجماعية أو برامج الدعم، دوراً كبيراً في مدى الفائدة النفسية لممارسة الرياضة.
استجابة الدواء الوهمي
ووفق “ستادي فايندز”، وجدت الأبحاث أنه على الرغم من أن ممارسة الرياضة تفيد الصحة النفسية، إلا أن آثارها غالباً ما تكون أقل من المتوقع، وقد تُعزى إلى حد كبير إلى استجابات الدواء الوهمي.
وأجرى الدراسة فريق من 3 جامعات، هي جامعة إلينوي، وجامعة ولاية أيوا، وجامعة جورجيا.
الرياضة الترفيهية
وأشارت الأبحاث إلى أن الدراسات السكانية واسعة النطاق تظهر باستمرار أن من يمارسون التمارين الرياضية الترفيهية – كالرياضة والمشي لمسافات طويلة والتمارين الرياضية – يبلغون عن معدلات أقل للاكتئاب والقلق.
لكن هذه الميزة لا تمتد إلى أشكال أخرى من الحركة، سواء الرياضية، أو التي تأتي ضمن أعمال منزلية أو مهنية.
وفي أحد التحليلات التي تناولت أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال، قدّر الباحثون أن ما يقرب من نصف فوائد التمارين الرياضية جاءت من النشاط نفسه، بينما نشأ النصف الآخر من عوامل سياقية مثل برامج إدارة السلوك.
وعندما قارن الباحثون برامج التمارين الرياضية بأنشطة ممتعة بنفس القدر مثل الفنون والحرف اليدوية، غالباً ما اختفت أو تقلصت فوائد التمارين الرياضية للصحة العقلية بشكل كبير.
أهمية السياق
وقال الباحث المشارك باتريك أوكونور، من جامعة جورجيا: “على سبيل المثال، إذا ركض لاعب كرة قدم في الملعب وركل الكرة الفائزة، فإن صحته النفسية ستكون رائعة. وعلى النقيض، إذا مارست نفس التمرين تماماً ولكنك أخطأت الهدف وألقى الناس عليك اللوم، فمن المرجح أن تشعر بشكل مختلف تماماً”.
وتابع “تظهر قصص كهذه مدى أهمية السياق، حتى عندما يمارس الناس جرعةً مماثلة من التمارين”.