3 آلاف مثقف إسرائيلي يعارضون فصل أيمن عودة من الكنيست

السياسي – وقَّع نحو ثلاثة آلاف مثقف إسرائيلي، بينهم 2500 كاتب وشاعر و180 فنّاناً سينمائياً ومسرحيّاً و150 محاضراً جامعياً من كليّتي الحقوق والعلوم السياسية في جامعات البلاد، مطالبة تعارض مقترح أحزاب الائتلاف الحكومي وقسم من المعارضة الصهيونية، لإقصاء النائب أيمن عودة من الكنيست، ويحذّرون من نتائجها الخطيرة.

كما تلقى عودة رسالة موقَّعة من قادة المظاهرات الإسرائيلية الدائمة الذين يحاربون ضد خطة الحكومة الانقلاب على منظومة الحكم والجهاز القضائي، ويُعلنون به أن كل عضو كنيست يصوّت مع الإقصاء سيُمنع من إلقاء كلمة في هذه المظاهرات الأسبوعية.

وقد قرأ النائب عودة أسماء الموقّعين على هذه العرائض أمام الجمهور، واحداً واحداً؛ تعبيراً عن الاحترام لهم على موقفهم الشجاع، في ظل حملة الترهيب الرسمية.

وقال: «كما أكدّنا دائماً نؤكّد الآن بإصرار أكبر: مواقفنا إنسانية وأخلاقية، ولن نتراجع عنها قيْد أُنملة. كلّما ثبتنا أكثر، اضطّر الليبراليون المزيّفون إلى التراجع أكثر، ونثبّت حقّنا ومكانتنا أكثر».

وكانت لجنة برلمانية صوّتت لصالح طرح مشروع لإقصاء النائب عودة، المنتخب من الجمهور ضمن قائمة تحالف الجبهة الديمقراطية مع الحركة العربية للتغيير، بقيادته وقيادة النائب أحمد الطيبي؛ بسبب منشور له على الشبكة الاجتماعية عبَّر فيه عن فرحته بإطلاق سراح اسرى إسرائيليين وأسرى فلسطينيين في صفقة التبادل، وأعرب عن تمنياته بأن يتحرر الشعبان، الإسرائيلي والفلسطيني من نير الاحتلال.

ورأى هؤلاء الداعون لفصل النائب أن عودة «يساوي بين الإسرائيليين والإرهابيين»، وانضم إليهم غالبية نواب المعارضة الصهيونية التي يرأسها كل من يائير لبيد، وبيني غانتس، وافيغدور ليبرمان.

وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الهدف الحقيقي من إقصاء عودة هو «ترهيب المواطنين العرب من المشاركة في التصويت البرلماني؛ لأن أصواتهم تؤثر على تشكيل الحكومة».

ورأت المصادر أن «المعارضة، التي تؤيد هذا المقترح، تغلّب رؤيا التفوق العنصري على مصالحها الحزبية، وتقع بذلك بحماقة في مصيدة الائتلاف الحاكم؛ لذلك يقف أنصار الديمقراطية الحقيقية ضدهم».

ولفت النظر إلى أن أوّل المثقفين اليهود الذين وقَّعوا على العرائض، كان الأديب العالمي البارز دافيد چروسمان، بالإضافة إلى أسماء بارزة أخرى، حذَّروا جميعاً من خطورة محاولات اليمين لإسكات الأصوات المعارضة داخل الكنيست.

وأكد الموقّعون رفضهم القاطع لحملة التحريض السياسي ضد النائب أيمن عودة، وشدّدوا على أنهم لن يمنحوا دعمهم لأي حزب يصوّت لصالح إقصائه من الكنيست وضد حملة إسكات الأصوات السياسية التي يقودها اليمين.

وجاء في العريضة: «في الوقت الذي يلقي فيه سياسيون يمينيون خطابات في قاعة الكنيست دون أي عوائق، تتضمن محتوى عنصرياً ومحرّضاً يصل حد التحريض على سفك دماء جماعات كاملة، فإنهم لا يُظهرون أي قدر من التسامح تجاه أصوات اليسار – أولئك الذين يحتجون ضد الحرب».