إسرائيليون لترامب: نتنياهو و7 أكتوبر يلاحقاننا في كل مكان

السياسي – قمة ترامب – نتنياهو، الثالثة في عددها منذ دخول الرئيس إلى البيت الأبيض، تشق، حسب إعلان المبعوث الخاص ويتكوف، الطريق إلى صفقة اسرى جزئية على طريق إنهاء الحرب الأطول في تاريخ إسرائيل. هذه فترة قرارات حاسمة، في الانتقال من واقع قتالي عكر إلى واقع من التسويات. المشاعر مختلطة: من جهة، كل اسير يخطو عائداً من الظلام بعد نحو سنتين يشكل ارتياحاً لنا جميعاً. ومن جهة أخرى، يبرز إحساس بالتفويت والقلق والغضب في ضوء إبقاء اسرى كثيرين في الخلف يعلو إلى مستوى مخاطرة غير محسوبة على مصيرهم، خوفاً من أن يتأذوا في ضوء الظروف القاسية في الميدان.

إن النواقص التي تنطوي عليها صفقة جزئية حرجة ومقلقة وفيها ما يصمم الواقع في القطاع “في اليوم التالي”؛ ونظراً لوقف نار من 60 يوماً، فإن حماس لن تعمل فقط على ترميم مكانتها العسكرية والمدنية في القطاع فيما يوقف الجيش الإسرائيلي النار، بل ستثبت قدرة وصول لأنبوب تنفس مركزي للسكان المحليين، في شكل المساعدات الإنسانية. ليس صدفة أن حماس تسعى للعودة إلى أنظمة سابقة لنقل المساعدات عبر وكالات الأمم المتحدة بدلاً من وكالة المساعدات الأمريكية التي تتحدى مؤقتاً حكم المنظمة في القطاع. وهذا، كورقة مركزية للمنظمة حيال مواقف الكتلة السنية التي تطلب تغييراً جوهرياً في القطاع بعد الحرب.

إن غياب اهتمام حكومة إسرائيل بنية مبيتة ولاعتبارات سياسية عن مسألة “اليوم التالي” يلتقي الواقع الآن – ومعه أيضاً الثمن الذي ينطوي عليه هذا الإخفاف. لقد بقيت حماس “عنواناً” ذا صلة في القطاع للأسرة الدولية، وعملياً سيجري الحوار معها في موضوع المخطوفين – كما اعتقدت واشنطن منذ البداية – بل أيضاً في مواضيع مدنية وتتعلق بالحكم. إن بقاء حماس عنواناً في القطاع مع نهاية الحرب، تشكل رافعة مهمة لمنظمة الإرهاب الإجرامية، إنجاز كان يمكن حرمانها منه بسلوك سياسي واعٍ. وهكذا، تتمكن حماس من حفظ رواية المقاومة ومكانتها في المجتمع الفلسطيني، بما في ذلك في “يهودا والسامرة”.

في الميدان، صفقة جزئية بالمنحى المقترح تثبت أن القيمة العسكرية لحملة “عربات جدعون”، مؤلمة. ومنحى “ويتكوف ناقص” الذي اتفق عليه في محور واشنطن – الدوحة، أقل جودة من سابقة لإسرائيل، على الأقل بالنسبة لمدى تحرير الاسرى في أثناء فترة وقف النار.

إن اتفاقاً جزئياً يترك في الخلف نحو عشرة اسرى أحياء وكثيرين آخرين ليسوا بين الأحياء، يؤكد إحساس الإلحاح للدفع قدماً بمنحى إضافي يسمح بإعادتهم. فضلاً عن المعاناة الهائلة والتعقيدات الطبية التي ينطوي عليها التواجد في أسر القتلة لزمن طويل، بهذا القدر فإن الخطر على الاسرى المتبقين ازداد. التخوف من نيل حماس زخماً في القطاع في فترة وقف النار قد يزيد الثقة لدى الذراع العسكري المتجدد بقيادة عز الدين الحداد، ودس عصي في دواليب المسيرة. وذلك كفيل بأن يترك “بوليصة تأمين” في أيديها تسمح ببقائها ما لم يقم بديل سلطوي حقيقي لحماس في القطاع.

لضيق الوقت وبسبب ضعف عميق في سياقات اتخاذ القرارات في إسرائيل في هذا الوقت، على الولايات المتحدة أن تمسك بالخيوط وتكون بديلاً لحكومة إسرائيل كي تقودنا جميعاً إلى شاطئ الأمان، بما في ذلك إعادة كل الاسرى وإنهاء حرب غزة، كرأس محور لتسوية إقليمية تاريخية مع الكتلة السُنية المعتدلة في الشرق الأوسط. هذه ساعة الرئيس ترامب للعودة لإظهار الزعامة والسماح لحكومة إسرائيل بإنقاذ نفسها من نفسها. في عمله لإنهاء الحرب، سيسمح الرئيس الأمريكي لشعب إسرائيل أن يتفرغ لتضميد الجراح، واستيعاب ما حصل، وأن ينظر إلى الأمام – لأول مرة منذ مذبحة 7 أكتوبر 2023.

آفي كالو

يديعوت أحرونوت 10/7/2025