ماذا يريد نتنياهو من السلام مع الجيران

السياسي – أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول تحقيق سلام قريب مع “الجيران العرب” جدلا حول حقيقة النوايا الإسرائيلية، لا سيما تجاه سوريا ولبنان.

ويُعتقد على نطاق واسع أن نتنياهو يهدف إلى تعزيز مكاسبه السياسية، في ظل الحديث عن تقارب محتمل بين دمشق وتل أبيب.

وما زال المسار اللبناني معلقاً بسبب عقبات جوهرية، أبرزها النزاعات الحدودية والاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الأراضي اللبنانية، إضافة إلى رفض الشعب اللبناني للتطبيع دون ضمانات واضحة.

حول ذلك قال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن المتقاعد هشام جابر، إن “نتنياهو يريد أن يحقق مكاسب سياسية بالسعي إلى التطبيع مع دول عربية جديدة”.

وأضاف : “يبدو أن سوريا أصبحت على رأس لائحة التطبيع مع إسرائيل”، مشيراً إلى أن لبنان أيضاً موجود على لائحة الانتظار.

واستدرك بالقول: “لا يمكن أن يطبّع لبنان قبل حل كل مشكلات الحدود واحتلال أراضيه والنقاط المختلف عليها وضمان عدم الاعتداء عليه وتطبيق اتفاقية الهدنة 49”.

واختتم جابر بالقول إنه “مع حل هذه المشكلات، حينها ربما يكون لبنان آخر من يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل، وهذا هو الواقع المحيط به، ولا مؤشرات غير ذلك على الأقل في المدى المنظور”.

من جهته، رأى الكاتب والباحث السياسي، سركيس أبو زيد، أن الحديث حول السلام “كلام عام”، خاصة بالنسبة لنتنياهو الذي يعمل لمشروع “إسرائيل الكبرى”، مؤكدا أن هذا يعني أن قسما من لبنان أو كله سيكون جزءا من المشروع.

وأضاف أن نتنياهو لا يملك أي مشروع جدي لحل المسألة الفلسطينية، “فهو رافض لموضوع حل الدولتين، ورفض القبول بقيام دولة مستقلة للفلسطينيين، ولا يملك رؤية حقيقية للسلام، فالسلام بالنسبة له هو نوع من الاستسلام”.

وبيّن أبو زيد أن “السلام يمكن أن يتحقق في مرحلة معينة أو مرحلة شكلية حتى مع بعض الدول التي وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل، لكن هناك عثرات كثيرة من بينها عدم التخلي عن غزة وعدم التأثير في شعوبها”.

وأشار إلى أن هناك ظروفا استثنائية في سوريا، يستفيد منها نتنياهو للقيام باتفاقية سلام “لكن في ظل وقع ذلك على الشعب السوري فمن غير المعروف ما إذا كان سيتم بشكل سلس، أما في لبنان، فإن تركيبته تتضمن الكثير من التناقضات والخلافات”.

وأوضح أن السلام في لبنان يحتاج إلى موقف في ما يتعلق بالأراضي اللبنانية المحتلة والأراضي التي تملك إسرائيل أطماعا فيها، من مياه وثروات.

ورأى أنه ليس من السهل، بحسب تركيبة الشعب اللبناني، أن يتم القبول بمعاهدة سلام.

وختم أبو زيد حديثه قائلاً: في المرحلة الحالية يمكن أن يكون هناك اتفاقية وقف إطلاق نار وتطبيق الهدنة القديمة الجديدة، أما السلام بمعناه الشامل على الساحة اللبنانية فيحتاج إلى عمل كثير.