بطلة سوبر مان.. عاشت التشرد ثم ماتت بجرعة زائدة

السياسي- متابعات

وسط بريق هوليوود في أواخر السبعينيات، لم يكن أحد يظن أن مارجو كيدر، الحسناء التي احتلت قلوب الملايين بدور “لويس لين”، ستجد نفسها ذات يوم تبحث عن طعامها في القمامة وتنام على أرصفة الشوارع.

وكانت مارجو حين ظهرت أمام كريستوفر ريف في الفيلم الشهير “سوبرمان” عام 1978 تحمل حلماً بسيطاً، وهو أن تكون امرأة حرة، لا أسيرة تقاليد بلدة صغيرة ولا رهينة لزيجة خانقة.

وجذبت مارجو الكاميرات بملامحها المفعمة بالفضول وحدّة نظرتها الصحفية التي أتقنتها حتى التصقت بها في الواقع، لكنها أخفت وراء تلك النظرة صراعاً لم تفلح هوليوود كلها في تجميله.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل”، فقد نشأت كيدر متنقلة بين مدن صغيرة في أقصى شمال كندا، فيما كان بيتها يضيق بأحلامها ويزدحم بأسئلة بلا إجابة.

آنذاك، لم يكن اللجوء للطب النفسي شائعاً ولا معترفاً به في بيئتها، وحين حاولت إنهاء حياتها في مراهقتها، لم يرَ من حولها في محاولتها إلا نزوة عابرة لفتاة مكسورة القلب.

وتسللت كيدر إلى أضواء هوليوود من بوابة أدوار صغيرة، لكن مشهدها الطائر إلى جوار سوبرمان حملها إلى مستوى من الشهرة لم تحتمل ضجيجه، فانفصلت عن شريك حياتها، تفرغت للأضواء، وتعقبتها عدسات الصحف.

وكانت مارجو كيدر تظهر حافية القدمين في مقابلاتها، تتحدث بعفوية غريبة عن الجنون الذي يطارد عقلها، لكنها لم تكن تعرف اسمه بعد.

ومرت سنوات لم تعرف فيها كيدر غير الانغماس في كل شيء بلا حدود، قصص حب متقلبة، زيجات قصيرة كحياة الفراشات، ليالٍ صاخبة، وصداقات تضج بالمخدرات والمشروبات، حتى جاء تشخيص اضطرابها العقلي متأخراً.

ورفضت مارجو كيدر الدواء، وقاومت كل نصيحة، فكانت النتيجة أن تهاوت صحتها النفسية والجسدية، ووجدت نفسها بلا أموال ولا سقف يحميها.

وفي منتصف التسعينيات، تحولت حياة مارجو إلى قصة يتداولها الناس على أرصفة كاليفورنيا، بعد أن تعطل جهاز حاسوبها الذي خزّنت فيه مذكراتها التي كتبتها بنفسها لسنوات، وكانت تعتبرها مشروع حياتها وفرصتها لإعادة تقديم نفسها خارج إطار صورة “لويس لين”، لتهيم على وجهها كأنها تلاحق شبحاً.

وفقدت كيدر أسنانها، قصّت شعرها بنفسها، ونامت بين أوراق الشجر في حدائق الغرباء، وحين عثروا عليها، كانت بالكاد تتذكر من تكون.

وعادت مارجو بعد تلك العاصفة لتواجه العالم من جديد، رافضة الأدوية، معتنقة علاجات بديلة، تدافع عن قضايا الصحة النفسية، لكنها ظلت عاجزة عن تطهير بيتها من الغرباء الذين حولوه إلى وكر للمدمنين، حيث كانت تحاول إنقاذهم، لكنهم هم من دفعوها إلى هاوية جديدة.

وفي مايو (أيار) 2018، أُغلِق ذلك الباب إلى الأبد، حيث رحلت مارجو بهدوء، وحيدة في بيتها الريفي بجبال مونتانا.

وأعلن الأطباء وفاتها بجرعة زائدة، بينما بقيت صورتها معلقة في ذاكرة جمهورها، امرأة ضحكت كثيراً، حلّقت عالياً مع سوبرمان، لكنها لم تجد من يلتقطها حين سقطت من السماء.