السياسي-
في حين كان أسبوع باريس للأزياء الراقية هذا العام أكثر بساطةً من المواسم السابقة، مع انسحاب دور أزياء كبرى، مثل فالنتينو وديور (بعد إعلان جوناثان أندرسون عن توليه منصب المدير الإبداعي)، من جدول خريف وشتاء 2025 الرسمي في يوليو الماضي.
لكن المصممين العرب الذين تألقوا في أسبوع الأزياء الراقية لخريف 2025 كانوا الأبرز. يواصل هؤلاء المبدعون من الشرق الأوسط إعادة صياغة صناعة الأزياء، وإعادة صياغة القواعد، وإبداع ما يفوق الخيال.
إيلي صعب: La Nouvelle Cour
تُجسّد أحدث مجموعة أزياء راقية لإيلي صعب، “لا نوفيل كور”، جمال المرأة الآسر. بتصاميم ملكية بكل بساطة. تُعتبر هذه المجموعة، التي قيل إنها تعبير عن أناقة أنثوية، عالمًا خاصًا بها، حيث تلتقي الإغراءات بالتقاليد. خيال ملكي، زاخر بألوان الباستيل الآسرة، يُشيد بفخامة الملكة ماري أنطوانيت. بأسلوبها الذي يُعبّر عن الفخامة، تتلاعب المجموعة بتنانير واسعة من حرير الغازار، والعباءات، والتنانير الحريرية. وقد تباين هذا مع خياطة المصمم اللبناني الاستثنائية ورقيه الإمبريالي، المُلوّن بالأسود مع لمسات ذهبية.
جورج حبيقة: جسر بين الماضي والحاضر
هدفت أحدث مجموعة للمصمم اللبناني جورج حبيقة إلى بناء جسر بين الماضي والحاضر. باستخدام تقنيات وحرفية عريقة في ابتكار القطع، ركّز العمل على تفاصيل بديعة من صديريات مطرزة بالخرز، مُزينة بشراشيب من الكريستال وتطريزات ثلاثية الأبعاد أحادية اللون، والتي انعكست على جسم الفساتين. مُعززة بقصة الألوان التي تنتقل من الألوان المحايدة الفاتحة ودرجات أحمر الخدود إلى العنابي والأسود، مزينة بزخارف معدنية. تروي قصة شخص يجد نفسه، واثقًا بنفسه، ومتأصلًا في هويته وجماله.
زهير مراد: A Sheer Desire
واصل زهير مراد، أحد رواد عالم الأزياء الراقية، إرثه مع أحدث مجموعة أزياء راقية بعنوان “رغبة خالصة”. تكريمًا للعصر الذهبي، شهد العرض مجموعة من الإطلالات التي أعادت تصور هذا العصر، مُبرزةً قوة المرأة وانتصارها، مُبدعةً جمالًا آسرًا يسود. زُيّنت الفساتين بأحجار الكابوشون والخرز والباروك واللؤلؤ – تكريمًا لفساتين وأزياء عصر السينما الرائعة.
آشي ستوديو: مجموعة مستوحاة من الحياة
في هذا الموسم، جسّد المصمم السعودي محمد آشي الأزياء الراقية المعاصرة، مُبتكرًا مجموعة تحدّت توقعات الصناعة. كانت المجموعة بمثابة دوامة من المشاعر، بلا اسم ولا قصة. بدلاً من ذلك، استوحيت هذه المجموعة من الحياة، دون ضمانات أو توجه واضح، وانطلقت في رحلة شخصية مفتوحة بالكامل للتفسير. بنهج عصري في عالم الأزياء الراقية، تُشكّل الكورسيهات جوهر المجموعة.
طوني ورد: Entre Rêve et Regard
بعنوان “بين الحلم والنظر”، عرض طوني ورد مجموعة مستوحاة من الحفلات التنكرية والمسرح، حيث يتجاوز الشخص هذا الخط، ليصبح شخصًا آخر. حيث يُعدّ استخدام الفخامة والأزياء تعبيرًا عن الذات. تميّزت المجموعة بمجموعة من الزخارف ثلاثية الأبعاد المصنوعة يدويًا، والتطريز الباروكي، وتصاميم مُغطاة بهيكلية وحادة بشكل مقصود، مما يخلق شعورًا بالقوة. استُخدم الكورسيهات لخلق هيكل يسمح للزخارف الرقيقة بأن تبدو وكأنها دروع. تُتباين الأكمام الضخمة وحركة الدانتيل الشفافة الانسيابية بشكل مقصود مع الأشكال الصلبة، وتُشعرك وكأنها شكل من أشكال التعبير عن الذات.
روبير أبي نادر: بين الكلاسيكية والحداثة
مرأة روبير أبي نادر هذا الموسم بسيطة، راقية، أنثويّة، رومانسية… ترتدي فستان السهرة الذي يكاد يلامس جسمها بنعومة وبإثارة راقية، متميّزا بتركيبات عصرية تمّ تنفيذها يدويا بدقة خلال ساعات طويلة لتكشف عن مزيج بين الكلاسيكية والحداثة. قطع قيّمة منفّذة بأقمشة فاخرة مثاليّة وإنسيابيّة بالإضافة الى مواد جديدة لتكون خيارا مثاليا للرومانسيّة الحالمة والدافئة. وتعانق تلك الأقمشة ألوانا مستمدة من فصل الشتاء كالذهبي والفضي والأسود والأبيض والأخضر بتدرّجاته بالإضافة الى اللون الوردي الغريب والذي يتصدر الاتجاهات هذا الموسم.