احتجاجات مناهضة لترامب تجتاح 1600 مدينة أمريكية – شاهد

السياسي – تظاهر الآلاف في جميع أنحاء الولايات المتحدة، ضمن “اليوم الوطني للتحرك” الخامس، تخليدًا لذكرى النائب والناشط الراحل جون لويس، وذلك عبر احتجاجات سلمية واسعة تُعرف بـ”الضجيج النبيل” دفاعًا عن الديمقراطية، في وقت تتصاعد فيه هجمات إدارة ترامب على مجتمعات المهاجرين، والأسر العاملة، وسيادة القانون والحركة التضامنية مع فلسطين.

وجاء الحدث هذا العام بعنوان “الضجيج النبيل مستمر – يوم العمل الوطني”، تزامنًا مع الذكرى الخامسة لوفاة النائب الديمقراطي عن ولاية جورجيا، الذي دعا الأمريكيين مرارًا إلى “إحداث ضجيج نبيل” عبر احتجاجات سلمية لمقاومة الظلم، مستلهمًا تجربته إلى جانب مارتن لوثر كينغ الابن في ستينيات القرن الماضي.

وقال لويس في كلمة ألقاها عام 2020، قبل وفاته بأشهر، خلال إحياء الذكرى الـ55 لمسيرة سِلمى الشهيرة من أجل حقوق التصويت، حيث اعتُقل عام 1965:

“ابحثوا عن وسيلة للتدخل، قوموا بإحداث ضجيج نبيل، ضجيج ضروري، وساعدوا في إنقاذ روح أمريكا.”

وقد أصبحت هذه الكلمات شعارًا لمنظمي الحراك، الذين دعوا إلى المشاركة في الوقفات والاحتجاجات في جميع الولايات، رفضًا لأجندة ترامب المعادية للمهاجرين والداعمة للأثرياء.

وأُقيم الحدث الرئيسي في شيكاغو مساء الخميس، وتَمّ بث الفعالية مباشرةً عند الساعة السابعة مساءً بالتوقيت المحلي. وشهدت مدن أتلانتا، سانت لويس، أنابوليس (ميريلاند)، وأوكلاند (كاليفورنيا) فعاليات مركزية مماثلة، إلى جانب احتجاجات واسعة في أكثر من 1600 مدينة وبلدة في أنحاء الولايات المتحدة.

ويأتي هذا التحرك في أعقاب إقرار مجلس الشيوخ الذي يقوده الجمهوريون مشروع قانون لإلغاء تمويلات بلغت 9 مليارات دولار أقرها الكونغرس سابقًا لدعم الإعلام العام وبرامج المساعدات الخارجية. كما أثارت إدارة ترامب مخاوف متزايدة بشأن حقوق التصويت، وسط تقارير عن جهود غير مسبوقة لجمع بيانات الناخبين، ما يُنذر بمحاولات محتملة للتدخل في انتخابات عام 2026، وفقاً لمنصات تقدمية أمريكية، من بينها “كومن دريمز”.

وتتواصل عمليات الاعتقال التي تنفذها وكالة الهجرة والجمارك (ICE) في أنحاء البلاد، حيث يتم اعتقال مهاجرين داخل المحاكم، وفي المزارع، والمدارس، والمراكز الطبية، والمجتمعات السكنية. وبالرغم من مزاعم الإدارة بأنها تستهدف “المجرمين الخطرين”، إلا أن الاعتقالات طالت مهاجرين بلا سجلات جنائية، في تجاهل صارخ للحق في الإجراءات القانونية المكفول بموجب الدستور الأمريكي.

وفي هذا السياق، قالت منظمة “أجر عادل للجميع” المدافعة عن حقوق العمّال في قطاع الخدمات: “يريدون الحكم بالخوف، وسنردّ بالقوة، بالشعب، وبالهدف. نحن لسنا متفرجين على التاريخ، بل صانعوه.”

وأكد المنظمون أن مواقع الاحتجاجات شملت الشوارع، وأمام المحاكم، والساحات المجتمعية، وهي ذات المواقع التي تشهد استهداف إدارة ترامب لمجتمعاتهم.

وتأتي هذه التعبئة الواسعة في أعقاب إقرار ترامب لحزمة سياسات داخلية ضخمة تتضمّن تخفيضات ضريبية دائمة للأثرياء والشركات الكبرى، على حساب الأسر من ذوي الدخل المحدود والمتوسط، كما تشمل الحزمة خفض تمويل برنامج المساعدة الغذائية (SNAP) وميديكيد، وتوسيع ميزانية مراكز احتجاز المهاجرين بـ45 مليار دولار، وإلغاء البرامج الخضراء للطاقة المتجددة.

وفي هذا السياق، قالت ليزا غيلبرت، الرئيسة المشاركة لمنظمة “المواطن العام” المدافعة عن حقوق المستهلك “الهجمات على مجتمعاتنا، والانتهاكات المتكررة لسيادة القانون والديمقراطية، وجشع الشركات والمليارديرات، كلها عوامل أوصلتنا إلى مفترق طرق. ولهذا، نطلب من الناس في جميع أنحاء البلاد أن يُحدثوا ضجيجًا نبيلًا يوم الخميس.”