خطة إسرائيل لمواجهة تراجع دعمها بين الشباب الأمريكي

بقلم: المهندس الحاج مرجان مرجان

في ظل تراجع الدعم الشعبي لإسرائيل داخل الولايات المتحدة، لا سيما بين الأوساط الشابة، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة ترميم صورتها المتدهورة، خصوصًا في أوساط الشباب المنتمين إلى الحزب الديمقراطي، والآن حتى في صفوف الشباب الجمهوري.

 

تراجع غير مسبوق في القاعدة الشبابية

فقدت إسرائيل خلال السنوات الأخيرة جزءًا كبيرًا من تعاطف الشباب الأمريكي، لا سيما من الحزب الديمقراطي، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذا التراجع. اللافت أن هذا التغيير في المزاج العام بدأ يمتد أيضًا إلى جمهور الحزب الجمهوري، خاصة بين المؤثرين ضمن حركة “ماجا” (MAGA)، التي تُعدّ القاعدة الانتخابية الأساسية للرئيس السابق دونالد ترامب.

 

حملة دعائية مضادة بتمويل حكومي

أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية عن خطّة جديدة تهدف إلى استقطاب ودعم شخصيات شبابية مؤثرة من التيار اليميني الأمريكي. تتضمن الخطة دعوة وتمويل زيارة 16 شخصية من المشاهير على وسائل التواصل الاجتماعي، وجميعهم دون سن الثلاثين، في محاولة لإقناعهم بالدفاع عن إسرائيل وتحسين صورتها لدى الشباب الأمريكي.

كما تخطط إسرائيل لتمويل 550 وفدًا أمريكيًا خلال العام الجاري، ضمن جهود دعائية موسعة لتحسين صورتها في المجتمع الأمريكي، الذي بات يشهد تحولات كبيرة في نظرته للسياسات الإسرائيلية، خاصة تجاه الفلسطينيين.

 

التغيير لم يصل بعد إلى مراكز القرار

رغم هذا التبدّل في الرأي العام، فإن التأثير لم يصل بعد إلى صانعي القرار داخل الإدارة الأمريكية، إلا أنه بدأ يظهر بشكل واضح في أوساط التيار التقدمي داخل الحزب الديمقراطي، وبدأ يشق طريقه أيضًا إلى القواعد الشعبية للحزب الجمهوري.

وقد عبّر بعض السياسيين الجمهوريين عن مواقف متباينة من الدعم غير المشروط لإسرائيل، ومن بينهم النائب توماس ماسي والنائبة مارجوري تايلور غرين.

 

استطلاعات الرأي تؤكد التحول

بحسب استطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن نحو 50% من الجمهوريين تحت سن الخمسين لا يدعمون إسرائيل، وينظرون إليها بشكل سلبي. وهو تحول كبير يُنذر بحدوث تغيير في مستقبل العلاقة بين المجتمع الأمريكي وإسرائيل.

 

فوز رمزي في قلب الجالية اليهودية

من أبرز المؤشرات على هذا التحول أيضًا، فوز السياسي الأمريكي زهران ممداني في دائرة انتخابية تضم أحد أكبر التجمعات اليهودية خارج إسرائيل. يعكس هذا الفوز بداية تغيير فعلي في مواقف الشباب الأمريكي، سواء من اليهود أو غير اليهود، تجاه السياسات الإسرائيلية، وخصوصًا ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.

 

هل يعيد التاريخ نفسه؟

ربما يعيد التاريخ نفسه بطريقة مشابهة لما حدث مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، حيث بدأ التغيير من الجامعات والطلاب، قبل أن يصل إلى مراكز القرار. فهل يشهد العالم قريبًا تحولًا مماثلًا في الموقف الأمريكي تجاه الاحتلال الإسرائيلي؟ الأيام كفيلة بالإجابة.