“ليس وليد اللحظة”.. هكذا يقول قيادي ديمقراطي أمريكي بارز لـ”إرم نيوز” تعليقا على ذلك الاتهام الذي صدر من الرئيس دونالد ترامب ضد سلفه الرئيس السابق باراك أوباما بخصوص مشاركة الأخير في عملية انقلابية ضد ترامب عندما فاز بالولاية الرئاسية الأولى بالشراكة مع المنافسة الديمقراطية حينها وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
#أوباما و #ترامب.. عداء شخصي مرير يتجاوز السياسة #إرم_نيوز pic.twitter.com/qG0lFPyDV9
— Erem News – إرم نيوز (@EremNews) August 21, 2024
وقال ترامب من المكتب البيضاوي إن مديرية المخابرات الوطنية وصلت إلى الدليل الذي يؤكد أن القيادات الديمقراطية مجتمعة وقتها، الممثلة في الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن والمرشحة الرئاسية الخاسرة هيلاري كلينتون، ساهمت في التحضير لمحاولة انقلابية ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب ومحاولة منعه من الوصول إلى البيت الأبيض.
وأشار ترامب إلى الاتهامات التي واجهها في تلك المرحلة المتعلقة باتهام الديمقراطيين لروسيا بالتدخل في النظام الانتخابي الأمريكي لصالح ترامب.
في المناسبات السابقة عندما كان ترامب يوجه الانتقادات إلى غرمائه الديمقراطيين كانت العادة أن يلتزم هؤلاء الصمت وينتظرون الحملات الانتخابية للرد على التصريحات التي تصدر من ترامب أو من مقربيه ضدهم، لكن الأمر اختلف هذه المرة.
#أوباما يسخر من "الجد #ترامب" الذي يبيع الأناجيل
#إرم_نيوز pic.twitter.com/M3dWxThNxo
— Erem News – إرم نيوز (@EremNews) October 25, 2024
وخلافا للعادة، لم ينتظر الرئيس السابق باراك أوباما، طويلا بعد تصريحات ترامب ليرد مكتبه ببيان يقول فيه إنه كان دائما يفضل عدم الرد على هذا النوع من الاتهامات، لكن الذي صدر هذه المرة عن ترامب يمثل إساءة خارجية لمكتب الرئيس وإنه لا يعدو سوى أن يكون محاولة من ترامب لتشتيت الانتباه.
ولم يشر أوباما إلى أية قضايا يعنيها بمسألة تشتيت الانتباه التي ذكرها، لكن الحالة القائمة في واشنطن في المرحلة الحالية لا تحتاج إلى التفكير مرتين بشأنها.
ويقول قياديون جمهوريون تعليقا على هذه التطورات إنهم لا يفهمون لماذا يتصور بعض الديمقراطيين أن الرئيس السابق باراك أوباما يجب أن يبقى خارج دائرة المحاسبة عما حدث خلال فترته الرئاسية.
ويضيف القياديون أن الأمر لا يتعلق بهذه القضية أو غيرها من القضايا الأخرى من إعادة طرح قضية خلافية مرة أخرى، وأن على الرئيس أوباما أن يدافع عن صحة موقفه، خاصة في مواجهة الاتهامات التي يقول بها فريق الرئيس ترامب إنهم يستندون إلى وثائق قانونية تم العثور عليها لدى الجهات المعنية.
يشير الديمقراطيون إلى قصة العداوة القديمة بين الرئيسين الرابع والأربعين باراك أوباما والخامس والأربعين دونالد ترامب، حيث تعود بواكيرها إلى مرحلة صعود نجومية أوباما السياسية على المسرح الوطني في النصف الأول من العقد الأول من الألفية الحالية عندما كان أوباما هو المتحدث الرئيسي في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لترشيح جون كيري لمنافسة جورج بوش الذي كان في تلك المرحلة يسعى للفوز بولاية رئاسية ثانية.
ظهور أوباما وقتها خلق من حوله مؤيدين ومعارضين إلا أن رجل الأعمال دونالد ترامب في تلك المرحلة أثار قضية رافقت رحلة أوباما في الطريق إلى البيت الأبيض وطبعت العام الأول من رئاسته، ألا وهي قضية التشكيك في ميلاد أوباما في الولايات المتحدة وحتى في صحة شهادة ميلاده.
ويقول أوباما عن هذه القصة إنه تجنب الخوض فيها باعتبار أن الأولويات بالنسبة له كانت واضحة، وهي المسار الانتخابي المعقد والطويل في مرحلتيه الأولى داخل الحزب الديمقراطي خاصة أنه كان في تلك المرحلة بصدد مواجهة الشخصية الديمقراطية الأكثر شعبية في البلاد، العضوة في مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون، ومن بعد ذلك في المرحلة النهائية عندما واجه السيناتور الجمهوري السابق والمحارب السابق الراحل جون ماكين.
مكرها، وقطعا لكل نقاش علني حول هذه القضية، اضطر أوباما، تحت تأثير الحملة التي قادها ترامب ضده، إلى إظهار شهادة ميلاده الأصلية على موقع البيت الأبيض الإلكتروني لينهي بذلك جدلا ظل محور حديث اليمين الأمريكي لفترة تجاوزت أربعة أعوام كاملة.
سجين بالبدلة البرتقالية.. هكذا صوّر #ترامب سقوط #أوباما في فيديو مفبرك#إرم_نيوز pic.twitter.com/NUlJZh3fWT
— Erem News – إرم نيوز (@EremNews) July 21, 2025
هذه القصة كرست تلك المشاعر التي طبعت علاقة الرجلين في المرحلة اللاحقة، وانتظر أوباما الفرصة المناسبة لاحقا ليظهر استهزاءه من ترامب في مناسبة الحفل السنوي لمراسلي البيت الأبيض والذي كان ترامب أحد الحاضرين إليه.
في تلك اللحظة يقول مقربون من ترامب إن رجل الأعمال البعيد عن السياسة قرر أن يخوض السباق الرئاسي الموالي، ليجد الرجلان نفسيهما وجها لوجه على حلبة سباق رئاسي محتدم طيلة العامين ألفين وخمسة عشر وستة عشر.
أوباما اختار أن يلعب جميع أوراقه لمساندة وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون، وترامب كان يخوض معركة الدفاع عن كرامته الشخصية في وجه أوباما، إلى أن جمع التاريخ بين الرجلين في ذلك الاجتماع الشهير الأول من نوعه بينهما في المكتب البيضاوي، أوباما بصفة الرئيس المنتهية ولايته لحظتها، وترامب بصفته رئيسا منتخبا يستعد للقدوم إلى البيت الأبيض ليخلف أوباما في منصبه، في واحدة من مفارقات التاريخ الأمريكي الحديث.
المصدر: إرم نيوز