تساءل تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن الهدف النهائي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من إعلان عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية، رغم أن القرار “قد يعرضه لدفع ثمن باهظ”، وفق وصف الصحيفة.
وقالت الصحيفة “يبدو أن ماكرون “قد نفد صبره” من الولايات المتحدة وإسرائيل في ظل معاناة سكان غزة والضفة الغربية”.
وبإعلانه نية بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية، أعرب ماكرون عن غضبه المتزايد إزاء موت الفلسطينيين وتجويعهم في غزة، وأثار عداء الولايات المتحدة وإسرائيل وجزء كبير من الجالية اليهودية الفرنسية الكبيرة.
وبحسب الصحيفة، قد يدفع ماكرون ثمنًا باهظًا مقابل قرار رأى أنه ضروري للحفاظ على فرصة ما لتحقيق سلام قائم على مبدأ حل الدولتين، مشيرة إلى أن الرئيس الفرنسي غالبًا ما يتصرف بمعزل عن الآخرين.
وأشار ماكرون إلى أنه يتحمل التزامًا أخلاقيًا بمواجهة الدمار الإسرائيلي لغزة، بينما رأت الصحيفة أنه وضع نفسه في موقف حرج، مُتخذًا خطوة تجنبها رؤساء فرنسيون متعاقبون، في وقت لم تنزع فيه حماس سلاحها في غزة، ولم تبدُ الدولة الفلسطينية أبعد من أي وقت مضى، بحسب تقديرها.
وتابعت الصحيفة أن قرار الرئيس ماكرون يعكس الرعب العالمي المتزايد إزاء تجويع وقتل المدنيين في غزة؛ فقد دعت أستراليا وبريطانيا وكندا إسرائيل في الأيام الأخيرة إلى السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى القطاع.
وقالت: يبدو من غير المرجح أن يؤثر الاعتراف الفرنسي بالدولة الفلسطينية في مساعي وقف إطلاق النار، أو تحفيز دبلوماسية جادة تركز على مستقبل غزة.
وتعليقًا على إعلان ماكرون، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في البيت الأبيض، الجمعة: “ما يقوله ماكرون لا يهم. هذا التصريح لا قيمة له”.
ولفتت الصحيفة إلى أن قرار الرئيس ماكرون قوبل بترحيب شديد من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي تسلم رسالة بهذا الشأن من الرئاسة الفرنسية.
من جانبها، أشادت حماس بالرئيس ماكرون لاتخاذه “خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح”، ودعت الدول الأوروبية الأخرى إلى أن تحذو حذوها، رغم أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أكد أن القرار الفرنسي يعزل “هذه الحركة الإرهابية” بتبنيه السلام على الحرب، وفق تعبيره.
وفي المقابل، ندد المجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية الفرنسية بما وصفه بـ “التجاوز الأخلاقي والخطأ الدبلوماسي والخطر السياسي”، لافتًا إلى استمرار احتجاز حماس رهائن إسرائيليين في غزة.
بدوره، سارع السفير الأمريكي الجديد لدى فرنسا، تشارلز كوشنر، إلى التخلي عن البروتوكول الدبلوماسي للتعبير عن غضبه من قرار ماكرون، واصفًا إياه بأنه “هدية لحماس وضربة للسلام”.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرنسا سبق أن ذكرت أنها لن تتحرك بمفردها، وأنها تسعى إلى تطبيع متزامن للعلاقات مع إسرائيل من قبل الدول العربية، وأنها تفضل الانتقال إلى الاعتراف بعد أن تُلقي حماس سلاحها وتُطلق سراح جميع الرهائن.
وأضافت: من الواضح أن ماكرون شعر بأنه مُلزم بالتحرك، ويعتقد أن لا سبيل آخر لمواجهة المحاولة الإسرائيلية المكثفة لطرد الفلسطينيين اليائسين من تحت أنقاض غزة ووقف القتل.
المصدر: رويترز