خرج خليل الحية رئيس حركة حماس الليلة الماضية على التلفاز وقال كلام شديد اللهجة نابع من الوجدان والقلب ومشاعر الالم والظلم والقهر ناشد امته ان تتحرك لتنقذ الاطفال الجوعى والنساء الذين يبحثون عن لقمة لاطعام ابنائهن قبل ان يلفظوا انفاسهم الأخيرة..!!
وناشد الدول التي لها حدود وعلاقات مع العدو أن تقطع تلك العلاقة وان تتحرك لانقاذ اهل غزة.
وقال لهم كيف نسمحون لانفسكم ان يجوع اهل غزة وانتم على حدودها ..!!
وناشد شعب الاردن وشعب مصر والشعوب العربية والاسلامية ان تتحرك لانقاذ اخوانهم في غزة ,
فهل يا ترى ستسجتيب هذه الدول لهذه المناشدة ام ان تلك الدول ستعتبره محرض شعوبها عليها ومتدخلا في شؤونها الداخلية .. ؟؟!!
صدقوني وتابعوا ما سيحدث من الان فصاعدا ..
ستحرك هذه الدول عملائها وذبابها الالكتروني والجهلة والحمقى وضيقوا الافق ليهاجموا الحية وكل قيادة حماس وليكيلوا لهم ولحماس المسبات والشتائم وليصفوهم بالمتأمرين على الشعب الفلسطيني وعلى بلدانهم بدلا من ان يقولوا له لبيك..!!
فلقد عودتنا هذه الدول ان القوى الفلسطينية او المقاومة الفلسطينية ان انتقدت مشاريعها السياسية او علاقاتها مع العدو الصهيوني تصبح متأمرة على دولهم..! !
وعلى سبيل المثال لما اعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر قبوله لمشروع روجرز للسلام عام 1969 واعترضت عليه منظمة التحرير الفلسطينية بكل فصائلها غضب عليهم الرئيس عبد الناصر واغلق لهم مكاتبهم واغلق اذاعة صوت فلسطين وطردهم من مصر , وكذلك لما اعلن السادات مبادرته لزيارة العدو واعترضت عليه منظمة التحرير اغلق مكاتبها واذاعتها وطرد كوادرها واعلن اعلامه في اليوم الثاني ان الفلسطينيين باعوا ارضهم شبرا شبرا وانه لا مكان لمثل هؤلاء الخونة في مصر..!!
ولا زلت اتذكر لما قتل الوزير المصري يوسف السباعي على يد جماعة صبري البنا ابو نضال المعادي لمنظمة التحرير في قبرص بل والذي اغتال العديد من كوادر منظمة التحرير قبل ان يغتال يوسف السباعي خرجت الصحف المصرية تحمل الشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير مسؤولية قتله بل ان الصحف المصريه كتبت بالمنشت العريض ( لا فلسطين بعد اليوم ) ,..!!
وكذلك لما اعترضت الفصائل الفلسطينية كلها على تطبيع بعض دول الخليج مع العدو قام اعلام تلك الدول بشن حرب اعلامية لا هوادة فيها واتهم الشعب الفلسطيني انه باع ارضه لإسرائيل ، وانه يتاجر بقضية لا وجود حقيقي لها..!!
بل ان بعض تلك الاعلام ذهب لابعد من ذلك حينما تبنى رواية العدو الإسرائيلي بملكية فلسطين عبر التاريخ وانها من حقه الشرعي ..!!
ليلة امس تكلم الحية عن حرب الابادة وصمود الشعب الفلسطيني الذي تنؤ عن حمله الجبال وعن بطولات المقاومة التي يتجاهلها معظم ادوات تلك الدول على الدوام بل ويستهزؤون بها او يعتبرونها خسائر من طرف واحد فقط او انها سبب الكارثة التي يتعرض لها اهل غزة والشعب الفلسطيني أو انها مقاومة عبثية للتجارة بقضية فلسطين او او او الخ رغم ان هذه المقاومة ضحت بشبابها وكوادرها واهلها وقيادتها قبل ان تصل الامور الى ما وصلت إليه .
فهل الذي يضحي بنفسه واهله يكون متامر او انه يقبل ان يضحي بهم مقابل اي مشاريع وكلنا نعرف ان اصحاب المشاريع يبحثون عن المكاسب والمصالح فاين هي مكاسبهم الدنيوية مقابل تضحيتهم بانفسهم واهلهم وبكل ما يملكون في سبيل مقاومة العدو ..؟؟!!
ورغم ان العدو اعترف بجزء كبير منها فاعترف بمقتل الفين من الجنود وعشرون الف من الجرحى وعشرات الالوف من المصابون بالامراض النفسية نتيجة هذه المعركة واعترف بانهياره الاقتصادي والاجتماعي والهجرة العكسية التي قاربت اكثر من مليون واعترف العدو ان عشرات الالوف يرفضون ان يلتحقوا باماكنهم العسكرية وان بعض الجنود انتحروا حتى لا يعودوا لغزة وان جيش العدو يعاني من نقص شديد بالجنود وبالاليات والدبابات بسبب استنزافها في معركة غزة بل انه دائما يقول بانه يخوض معركة مصير ومعنى هذا الكلام انه ان لم ينتصر في هذه المعركة فسيكون مصيره ذاهب الى المجهول وكل الاحتمالات ومنها ان دولته قد تتفكك ببطئ لما يجد كل مستجلب في هذا الكيان انه جاء الى ارض لا تصلح للحياة وكذلك كل من كان يفكر بالهجرة الى فلسطين سيبحث له عن مكان اخر وستكون اخر اولوياته بالهجرة اليها لان المستجلب جاء للرفاهية وليس للموت وللصدمات النفسية ..!!.
. وما كان العدو ليقول مثل هذا الكلام الا لان ما خفي اعظم فحسب ما تابعناه وجمعنا له خلال اكثر من ( ٢٢ ) شهر ..!!
فلقد خسر العدو اكثر من الفين الية اعترف بمعظمها ومعظمها من دبابات المركفاه الفائقة التطور وان ما اعترف به العدو قبل اكثر من سنه وعلى لسان رئيس جمعية المعاقين بالجيش الاسرائيلي ان عدد المعاقين في وقتها بلغ اكثر من 12 الف، وهذا الرقم لا يمكن ان ياتي الا من خلال اكثر من ثلاثين الف جريح على الاقل وهذا يعني ان الرقم تضاعف , ومن هنا ندرك السبب الذي جعل العدو يتخلى عن سمعته بالعالم كله تلك السمعة التي صرف عليها مئات المليارات من الدولارات حتى هيمن على الاعلام العالمي فجعلوا منه منارة ديمقراطية وحقوق انسان والجيش الاكثر اخلاق في العالم فتخلى عن كل هذا الانجاز المزور وترك الحقيقة تاخذ مجراها بانه اجرم واقذر وأبشع جيش في العالم والاكثر جبنا وخسة وظلما في التاريخ ,و سبب تخليه عن سمعته وكل انجازاته السابقة ان هذا العدو يخوض مع المقاومة معركة بقاء او فناء ولذلك وامام عجزة عن هزيمة المقاومة لجأ لارتكاب ابشع المجازر في اهالي المقاومين ليضغط عليهم ويجبرهم على الاستسلام فاباد غزة من اجل ذلك، ولكنه عجزعن اجبارهم على الاستسلام او الخضوع لشروطه.
واقول لمن يتسائلون هل يجوز ان تدخل المقاومة في معركة غير متكافئة مع العدو فتسبب الهلاك لشعبها ..؟؟!!
وهنا الحكم في هذا الامر هو الشرع فالرسول ص ارسل جيش ليؤدب الروم قوامه الفين من المقاتلين مقابل 200 الف من الروم في معركة مؤته ولو كان يخاف الرسول ص من هلاكهم لما ارسلهم ، وكذلك قصة ماشطة بنت فرعون التي وردت في القران والتي امنت بالله وهددها فرعون بحرق اولادها بالزيت المغلي او ان تعود عن دينها فضحت باولادها وبنفسها ولم تتراجع ولو كان في استشهادها مجرد مهلكة لها ولاولادها لما ذكر الله تضحيتها كمثال للمؤمنون ليحذوا حذوها بالصبر والتضحية ، وكذلك لما حوصر المسلمون في شعب مكة ثلاث سنوات فاكلوا من الجوع لحاء الاشجار وكادوا ان يهلكوا من غير ان يفت ذلك في عضضهم وعضض الرسول صل الله عليه وسلم الذي كان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع..!!.
اما المعتقدون بغير ذلك او اتباع الانظمة او السذج او الذباب الالكتروني فسيقلون انه الكيان يدعي ان هناك من يقاومه حتى يعطي مبرر لاستمرار القتل والمجازر وكأن العدو في مصلحتة ان تدمر سمعته وهيبته بل ويصبح مطلوب لمحكمة الجنايات الدولية ويخسر تاييد العالم باسره وشعوب العالم باسرها بل ويدمر جيشه واقتصاده ويبدو امام العالم بانه عاجز عن القضاء على مجموعات من المقاومين بعد ما يقارب من سنتين نزلت به خسائر استراتيجية مدمرة عوضها بالابادة الجماعية لاهل غزة رغم ان هذه الابادة ابادت سمعته واقامت الدنيا عليه حتى اصبح في نظر العالم على حقيقته بانه كيان من عصابات الاجرام المختصة بقتل الاطفال والنساء الذين يفتقرون لذرة من الانسانية ,
وهنا لا بد من تذكير بعض الفلسطينيون الذين لا يدركون ان هذه المقاومة لو هزمت في غزة فان الشعب الفلسطيني وكل قواه الحية وفصائله ومقاوماته ستهزم وعلى راس المهزومين ستكون منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية التي ستقبع تحت ظلال عدو يريد انهائها وطرد الشعب الفلسطيني من كل فلسطين الى الخارج فستكون رسالة للجميع بان مقاومة العدو عبثية وان عوائدها ليست سوى دمار شامل على الشعب الفلسطيني .. وان ليس امام الشعب الفلسطيني سوى الاستسلام للعدو ومشاريعه التي وضعها نتنياهو وحلفائه من قبل ان تكون 7 اوكتوبر وهي مشاريع الطرد والتهجير ..؟؟!!
—————————————
الإثنين ٢٨ / ٧ / ٢٠٢٥ م