لوموند: ترامب يحكم العالم بالترهيب والاستبداد

السياسي – قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بات يحكم بـ”الاستبداد” في ولايته الثانية، عبر ترهيب الصحافة وخصخصة القضاء، ساعيًا إلى تطبيق “استراتيجية ثورية” تتميز بفرض رسوم جمركية باهظة، وتكثيف الرقابة على الهجرة، وتوسيع نطاق السياسات الضريبية.

ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، اختار رئيس الولايات المتحدة “تصعيد عدوانه وتهديداته وترهيبه”، وفق تعبير الصحيفة الفرنسية، التي استعرضت عدة مناسبات ولقاءات عكست تلك النزعة، مثل استقباله لقادة دينيين ورجال أعمال في البيت الأبيض في 14 يوليو، عندما هاجم خصومه الديمقراطيين ووصفهم بأنهم “أشرار”.

وفي الأول من يوليو، كرّر ترامب، بحسب ما وصفته “لوموند”، بـ”الخطاب المعادي” للأجانب، الذي رافق ظهور شخصية تقدمية في سباق عمدة نيويورك، زهران ممداني، المولود في أوغندا، حتى إنه فكّر في إعادة النظر في إجراءات تجنيسه.

كما وجّه هذا التهديد أيضًا إلى حليفه السابق، إيلون ماسك، المولود أيضًا خارج الولايات المتحدة، بعد انفصالهما المفاجئ في يونيو الماضي. وفي الشهر نفسه، أصدرت وزارة العدل مذكرة تُعطي أولوية لسحب الجنسية، مع أنها لا تُطبَّق إلا على الأشخاص الذين “حصلوا عليها بشكل غير قانوني” أو عن طريق “إخفاء حقيقة جوهرية أو الإدلاء بتصريحات كاذبة عمدًا”.

-خصخصة المؤسسة القضائية
وعن محاولته احتواء القضاء، قالت الصحيفة الفرنسية إن زيارة ترامب لوزارة العدل في 14 مارس/آذار كانت تُمثّل “شكلًا من أشكال خصخصة النظام القضائي”، مشيرة إلى أن ذلك تجلّى في تعيين موالين له في أهم المناصب الاستراتيجية في الوزارة، وفي قيادة الشرطة الفيدرالية، المتورطة الآن في قضية جيفري إبستين.

كما تجلّى التضييق السياسي في إقالة عشرات المسؤولين المتورطين في التحقيقات مع ترامب، والتي انتهت بإعادة انتخابه، كما تضيف الصحيفة الفرنسية.

-ترهيب الصحافة
وقالت “لوموند” إن “استراتيجية الترهيب العلنية” التي ينتهجها البيت الأبيض، والتي لا تزال تستهدف الجامعات، كما يتضح من استقالة رئيس جامعة فرجينيا في 27 يونيو/حزيران، أتاحت للرئيس الأمريكي السيطرة على وسائل الإعلام.

كما رفع رئيس الولايات المتحدة دعوى قضائية ضد صحيفة “وول ستريت جورنال”، المملوكة، إلى جانب قناة فوكس نيوز المحافظة، للملياردير الأسترالي الأمريكي روبرت مردوخ، بعد نشر مقال يُسلّط الضوء على صلاته القديمة بجيفري إبستين.

-تنمّر لا يستثنى أحداً
حقق دونالد ترامب نجاحات عديدة خلال الأشهر الستة الأولى من ولايته الثانية، وهو أمر تعزوه الصحيفة الفرنسية إلى مواصلته سياسة “التنمّر”، مثل تهديداته بحرب تجارية ضد المكسيك، عندما تمكّن من تحقيق انخفاض تاريخي في عدد المهاجرين غير الشرعيين الداخلين إلى الولايات المتحدة.

وفي ظلّ سيطرة كاملة على الحزب الجمهوري، دفع ترامب أيضاً بمشروع قانون ميزانية ضخم، موسّعًا بشكل ملحوظ نطاق التخفيضات الضريبية الهائلة التي اعتُمِدت خلال ولايته الأولى، والتي استفاد منها الأثرياء في المقام الأول.