صحيفة عبرية : علينا أن نحافظ على أطفالنا بقتل أطفالهم

السياسي – إلى أين نسير في واقع الأمر؟ إلى أين؟ أمس، بدأت تصدر شائعات بأن خطط العمل الجديدة لدى الكابنيت هي السيادة على الحزام العازل، حقاً؟ هذه بشرى؟
حكومة اليمين “بالكامل”، بقيادة نتنياهو، توسع هذه الأيام الكارثة الاستراتيجية الأكبر لإدارة سياسة أمنية يمينية. نتنياهو، بطل المماطلات والخلطات، يماطل. لا يأخذ قراراً لا لبس فيه، وهكذا يكوي في وعي الإسرائيليين فهماً بأن سياسة أمنية يمينية ليست حدثاً يمكن إيجاده في الواقع.
يدعي اليسار منذ الانتفاضة الأولى، بأن القوة لن تجلب الحل وأن علينا التفاوض في كل الأحوال. رغم ديدننا هو الازدهار، وديدنهم الذبح والاختطاف. رغم أن الحديث يدور عن الزيت والماء، وعن تطلعين للحياة لا يمكنهما أن يجتمعا في غرفة واحدة ولا حتى من خلف جدار، مع ذلك يصر اليسار على وجود حل سياسي للمشكلة الوجودية التي نعلق في إطارها على قطعة أرض مع أناس يفضلوننا موتى على جودة حياة أطفالهم.
يدرك اليمين الأيديولوجي الصورة الشرق أوسطية. واضح أنه ينبغي التكلم باللغة المحلية التي تبين أن العنصر الأهم هو الردع. ما دام العدو يفهم بأنك أقوى منه وأنه سيدفع أثماناً تمس به بنقاط ضعفه وليس في نقاط الضعف التي كانت تزعجنا، فعندها يمكننا إدارة حياة اعتيادية.
وما هي هذه النقاط؟ أولاً التصميم. نعيش في معركة على الوعي، من هو المصمم أكثر، من يتراجع أولاً، ونتنياهو وحكومته اليمينية ليسا مصممين على الإطلاق؛ يتأخرون، وينتظرون، ويبعثون المساعدات إلى العدو، والآن يبدأون بإنزالها من السماء، بدلاً من اتخاذ قرارات واضحة بإخلاء مناطق في داخل القطاع، وتطهيرها من السكان، وإعلان أن كل من يتبقى فيها يعدّ ابن موت. ينبغي نقل السكان المدنيين إلى منطقة إنسانية، حيث نوفر لهم احتياجات الحياة الأساسية.
يجب أن تكون الخطة الأعلى الانفصال في صيغة التهجير الطوعي التي طرحها ترامب. هذا يستحق الجهد، والاستثمار الحالي، والطاقة كلها.
النقطة التالية الكفيلة بأن تكون رادعة للعدو هي فقدان للأرض، وليس رمزياً. يجب أن يكون فقدان الأرض دراماتيكياً وينبغي أن تكون في آخره خطة لاستيطان متجدد لليهود في أرض القطاع.
سيكون هذا هو العقاب المطلق للقتلة والناس الذين كانوا ولا يزالون مزرعة القتلة والمذبحة. هذا حيوي لأنه لا جدوى للعيش إلى جانب الجدار حين يكون هدفنا الأعلى هو العيش بازدهار دون قتل وخطف، وهذا سيحسن جودة حياتنا لأنها ستكون قطعة عقارات رائعة وشاعرية خصوصاً حين تعقب أزمة أراض.
لكن الحكومة غير قادرة على تنفيذ المرحلة الأولى من التصميم، وغير جديرة بتنفيذ المرحلة الثانية للاستيطان. نظراً لكل هذا، وعندما نكون في نزاع إسرائيلي داخلي حول هذه المسألة، فلا بد أن تولد هذه الخطوة المهمة بعد استفتاء شعبي محدد أو انتخابات بأجندة واضحة لأحزاب تعلن مسبقاً بأن في نيتها استيطان القطاع باليهود.
أريك شارون تنافس على رأس معسكر اليمين، واحتسى صوتي بعد أن عرض نفسه بأنه سيقضي على الإرهاب، وأخذ قوة سياسية أعطيناها له أنا ورفاقي في المعسكر الوطني، لتدمير وتخريب “غوش قطيف”. لكننا اليوم غير ذلك.
من المهم استيطان غزة من جديد، لكن ينبغي قبل ذلك أن نثبت للعدو بأننا مصممون، وعندها نحصل على موافقة الشعب على الاستيطان.
وإذا لم تستطيعوا فأعلنوا أننا غير قادرين، ولا قوة لنا، ولا قدرة، وبلا استراتيجية صحيحة، أو هذا كله.
عميحاي أتالي
يديعوت أحرونوت 30/7/2025