السياسي – يجد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، نفسه في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الأوروبي، بعدما لوّحت بروكسل بتجميد مساعدات مالية تبلغ 50 مليار يورو، بسبب ما وصفته بـ”تقويض استقلالية مؤسسات مكافحة الفساد” في كييف.
الرئيس الاميركي دونالد ترامب نفسه، وابان خوضه الانتخابات الرئاسية كان قد انتقد تقديم المساعدات والدعم المالي والعسكري لزيلينسكي واعتبر الرئيس حينها جو بايدن بانه يقدم المليارات لاكبر متسول في العالم، ولم يغفل عن عن وصفه بالفاسد
القوات المسلحة الاوكرانية ايضا لم تخرج من دائرة الفساد، فقد اتهم كبار القادة وغالبيتهم من الدائرة المحيطة بالرئيس الاوكراني ببيع الاسلحة الغربية لمتطرفين وعصابات وتلقى الرشى من المتوارين عن الخدمة العسكرية في الجيش الاكراني الذي يخوض حربه ضد القوات الروسية .
وجاء التحذير الأوروبي عقب تصويت حزب “خادم الشعب” الحاكم لصالح إخضاع هيئات مكافحة الفساد للمدعي العام، وهو ما اعتبرته المفوضية الأوروبية انتهاكًا صريحًا لشروط الدعم.
المفوضية حجبت بالفعل 1.5 مليار يورو، من أصل 4.5 مليار كان من المفترض صرفها في الشريحة التالية، وسط شكوك متزايدة بشأن نوايا زيلينسكي في تمرير قانون يُعيد استقلال المكتب الوطني لمكافحة الفساد.
تصاعد التوتر بعد اقتحام جهاز الأمن الأوكراني نحو 70 مكتبًا تابعًا للهيئة واعتقال محققين، بحجة التصدي للنفوذ الروسي، في خطوة اعتُبرت ردًا على التحقيق مع نائب رئيس الوزراء السابق وأحد المقربين من زيلينسكي في قضايا فساد.
وبالرغم من محاولة زيلينسكي لاحتواء الأزمة بتقديم مشروع قانون يُعيد استقلال المكتب الوطني لمكافحة الفساد، إلا أن مسار هذا المشروع داخل البرلمان يظل غامضًا، ويبرز السؤال الحاسم: هل يختار زيلينسكي حماية حلفائه ومراكزه الداخلية على حساب 50 مليار يورو من الدعم الأوروبي؟
فساد مستشري في الجسم الحكومي والعسكري
يؤكد مراقبون تجذر مظاهر الفساد في أوساط السلطة السابقة والحالية في اوكرانيا، حيث جرى نهب الأموال العامة، بما في ذلك أموال البنوك والشعب، إلى جانب عمليات خصخصة مشبوهة للمؤسسات ونهبها بطرق ممنهجة. ويؤكد اكثر من مصدر ان جزءًا كبيرًا من هذه الأموال يُوزّع بين الجنرالات والوزراء، بل وحتى بين أفراد مقرّبين من زيلينسكي نفسه، موضحًا أن هناك تقارير موثّقة عن مسؤولين بارزين نهبوا مليارات الدولارات ثم فرّوا إلى الخارج، نحو إسرائيل ودول أوروبية، خشية الملاحقة.
والمشكلة ان الاوربيين الذين ادركو حجم الفساد في السلطة الاوكرانية مصرين على تقديم حزمة مساعدات بقيمة 50 مليار دولار في ظل تفاقم حالة الفوضى التي تضرب مؤسسات الدولة والجيش.