الجدال القائم حول تسليم سلاح حزب الله بين الرفض والقبول

عمران الخطيب

حقيقة الأمر أن “إسرائيل” غير معنية بشكل فعلي بسلاح حزب الله، خاصة أن وجود السلاح لم يشكل عامل ردع لوقف الاعتداءات اليومية لـ”إسرائيل”،
خصوصًا بعد العدوان الأخير على لبنان والسيطرة الأمنية على الأجواء اللبنانية، بحيث إن أي تحرك للمسؤولين من حزب الله أو من الفصائل الفلسطينية، خاصة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، يتم اغتيالهم فورًا وبشكل مباشر. واليوم تم إغتيال أحد قيادي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  ومرفقه في لبنان يعني ذلك بأن إسرائيل لن تتوقف عن إعماله الإرهابية في كل مكان،

لقد شاهدنا حجم الاغتيالات في صفوف قيادات مهمة في حزب الله، ومنهم سماحة السيد حسن نصر الله،  خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وما بعد العدوان، حيث لم يعد أحد من قيادات المقاومة بكل مكوناتها يستطيع حماية نفسه من الاغتيالات الإسرائيلية التي لم تتوقف.

وفي اعتقادي أن “إسرائيل” هي الطرف الوحيد المستفيد في كلا الحالتين:
• سحب السلاح يعني غياب عنصر الردع لـ”إسرائيل” كدولة احتلال ومشروع توسعي يستهدف السيطرة على الأمن الشامل لمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة دول الجوار، مما يؤدي إلى تكريس دور أساسي لـ”إسرائيل” دون منازع.
• رفض تسليم حزب الله للسلاح يعني إعطاء ذريعة ومبرر لاستمرار “إسرائيل” في العدوان والبقاء في المناطق المحتلة، وقد يدفع إلى إثارة المواجهة بين المكونات السياسية في لبنان.

وهذا مطلب “إسرائيل” لبقاء لبنان ضعيفًا وغير موحد. وفي العودة إلى سنوات الحرب الأهلية في لبنان، كانت “إسرائيل” تقدم كل أشكال الدعم والإسناد لاستمرار الحرب الأهلية، وقد ساعدت على إنشاء جيش لبنان الجنوبي بقيادة الرائدسعد حداد المنشق عن الجيش اللبناني واللواء أنطوان لحد.تولى مسؤولية ما يسمى جيش جنوب لبنان .

لذلك، لا توجد ضمانات لانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان ووقف الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان، ولا ضمانات لوقف الاختراقات لأجواء لبنان من قبل طيران سلاح الجو والمسيرات الإسرائيلية التي لا تتوقف بشكل يومي في سماء لبنان.

الخروج من ذلك يحتاج إلى ضمانات عربية ودولية تتمثل في:
• انسحاب “إسرائيل” من الأراضي اللبنانية.
• إعلان حزب الله تسليم السلاح وحل المليشيات المسلحة.
• أن يصبح حزب الله اللبناني ضمن مكونات الأحزاب اللبنانية ويشارك في الانتخابات البرلمانية.

على الجميع أن يدرك أهمية حماية لبنان من مخاطر المخططات الرامية إلى عودة الحرب الأهلية ومخطط التقسيم الذي يخدم “إسرائيل”.

حماية لبنان مسؤولية عربية ودولية من مخاطر “إسرائيل”.