إسرائيل تعمل لضم الضفة الغربية بغطاء أميركي

السياسي – خلال لقاء عقده مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، الأسبوع الماضي، أطلق رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، “تصريحاً خطيراً”، وفق ما ذكرت تقارير عبرية.

عبّر جونسون من مستوطنة شيلو شمال شرق رام الله وسط الضفة، التي زارها برفقة عدد من النواب الجمهوريين، عن أن الولايات المتحدة تعترف بالحق التاريخي لإسرائيل في السيادة على الضفة الغربية لنهر الأردن، قائلاً: “تعلمنا الكتب المقدسة أن جبال يهودا والسامرة وعد بها الشعب اليهودي، وهي ملك لهم بحق. لكن الكثيرين حول العالم يرون الأمر على نحوٍ مختلف، هذه الأرض لها أهمية كبيرة لإيماننا ولنا نحن. نحن نقف معكم تماماً”.

هذا ما ورد في “تقرير الإستيطان الأسبوعي” الصادر من 2/8/2025-8/8/2025 عن “المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الإستيطان”، والذي أشار إلى أن تصريحات جونسون هذه “لم تكن الأولى في إدارة ترامب، حيث سبق أن تحدث السفير الأميركي مايك هاكابي، في حزيران/ يونيو الماضي أن “إسرائيل صغيرة جداً”، وأن واشنطن “لم تعد تؤيد بشكل كامل فكرة إقامة دولة فلسطينية”، كما طرح فكرة إقامة “تلك الدولة في مكان آخر بدلاً من مطالبة إسرائيل بذلك”، واقترح أن تُخصَّص قطعة أرض في إحدى الدول المسلمة لإقامة دولة فلسطينية، وقال السفير: “هل من الضروري أن تكون في يهودا والسامرة؟” وهو الاسم الذي تعتمده الحكومة الإسرائيلية للإشارة إلى الضفة الغربية.

-تصاعد وتيرة التهديدات الإسرائيلية لضم الضفة
ووفقا للتقرير فإنه “في الوقت نفسه الذي تتصاعد فيه وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشأن ضم الضفة الغربية المحتلة، ضمن المساعي الرامية لبسط السيطرة المطلقة على مدن الضفة وأجزاء من شرقي القدس المحتلة”.

ويشير التقرير في هذا السياق إلى الاقتحام الاستفزازي الذي قام به ما يسمى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش لموقع ترسلة، برفقة رئيس مجلس المستوطنات في الضفة يوسي دغان، وعدد من المستوطنين، وذلك بهدف إحياء مستوطنات أُخليت منذ 20 عاماً”، ضمن قرار فك الارتباط وذلك بعد شهور من إقرار الكابينت شرعنة المستوطنة ضمن المجلس الاستيطاني “شومرون”.

وظهر المدعو سموتريتش في صورة التقطت بمبنى مهجور، وإلى جانبه كتابات عنصرية خطت على جدرانه من بينها “الموت للعرب”، و”شعب إسرائيل عائد إلى سانور”، في حين قام المجلس الاستيطاني “شومرون” بنشر الصورة مع “الموت للعرب”، قبل أن يقوم لاحقًا بتعديلها من دون العبارة العنصرية.

-مخططات الاستيطان
وفي مخططات الاستيطان المتواصلة ضمن مساعي دولة الاحتلال الممنهجة لضم الأراضي، ألصقت قوات الاحتلال نسخاً عن “قرار” تحويل مساحات من أراضي بلدة سبسطية شمال غرب نابلس لتصبح “موقعاً أثرياً إسرائيلياً”، على أعمدة القرية، ووفق رئيس بلدية سبسطية محمد عازم، فقد تفاجأ مواطنو البلدة بإلصاق “قرار” لتحويل مساحات من أراضي البلدة التي تعد من أقدم المواقع الأثرية والتاريخية وأهمها في الضفة الغربية، لتصبح “موقعًا أثريًا إسرائيليًا”.

وأدانت بلدية سبسطية القرار الصادر عن سلطات الاحتلال، وكشفت أنه يقضي بتحويل 1775 دونماً من أراضي البلدة؛ أي نحو ثلث مساحتها، في خطوة تُعد استكمالًا لمخطط تهويد البلدة وطمس هويتها الوطنية والثقافية، وذلك في إطار ما يُعرف بمشروع “حديقة السامرة” الاستيطاني، وفي الوقت نفسه تتعرض منطقة المسعودية أيضًا للمخطط نفسه، بقرار اعتبار محطة قطار المسعودية موقعًا أثريًا إسرائيلياً. وكانت سلطات الاحتلال قد قامت بإلصاق القرار في أماكن عدة في المنطقة خلال الأسبوع الجاري.

ولفت التقرير إلى انتهاكات أسبوعية تمت في القدس، وأبرزها قيام المدعو وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، باقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، تزامنًا مع ما يعرف إسرائيليًا بـ”ذكرى خراب الهيكل”، في خطوة استفزازية إضافية تهدف إلى فرض واقع جديد داخل الحرم القدسي. كما أشار إلى انتهاكات في الخليل، وبيت لحم، ورام الله ونابلس وقلقيلية وجنين وطولكرم وعدد من البلدات حيث تعمّد المستوطنون مضايقة الفلسطينيين تحت حماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

-انتهاكات متواصلة
وفجر اليوم السبت، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مخيمي العين وبلاطة في مدينة نابلس.

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم العين غرب المدينة، وداهمت منازل عدّة وفتشتها، في حين اقتحمت قوة أخرى من جيش الاحتلال مخيم بلاطة شرق المدينة وسط مداهمة للمنازل.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مواطنين اثنين خلال اقتحامها بلدتي يطا والظاهرية جنوب الخليل.

وتزامناً مع اعتداءات جيش الاحتلال، اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم السبت، مقبرة باب الرحمة الإسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، في مدينة القدس المحتلة.