قبل كتابة هذه السطور، بلغ عدد الصحفيين والصحفيات الذين تم اغتيالهم منذ السابع من أكتوبر حتى هذا اليوم ما يزيد عن 230 من الجسم الإعلامي الذي ينقل المجازر والإعدامات الميدانية والإبادة الجماعية بقطاع غزة، وينقل تدمير المستشفيات وقتل الأطباء والمسعفين ورجال الدفاع المدني من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي. وبقرار من حكومة نتنياهو الإرهابية، تم اغتيال 6 صحفيين بضربة واحدة، والتهمة: نقل المجازر والإبادة الجماعية للفلسطينيين بقطاع غزة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
هذه العمليات ضد الصحفيين هدفها الأساسي منع التغطية الإعلامية، حيث لا تستطيع حكومة نتنياهو الإرهابية التنصل من هذه المجازر والتدمير الشامل للبشر والحجر، ونقل ما يحدث عبر الفضائيات الإعلامية. لكل هذه الأسباب تتم عملية استهداف الصحفيين، حيث أسهم الإعلام والفضائيات في نقل بشاعة ما يُرتكب من عملية التطهير العرقي للفلسطينيين، مما دفع العديد من دول العالم لعزمها الاعتراف بدولة فلسطين خلال شهر أيلول/سبتمبر القادم في الدورة السنوية للأمم المتحدة.
وقد وصل عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطين إلى 149 دولة، والأهم أن فرنسا وبريطانيا ومالطا وكندا وأستراليا وألمانيا ودول غربية أخرى سوف تعترف بدولة فلسطين. وقد قدم الصحفيون والصحفيات عبر نقل الأخبار اليومية لسير الإبادة الجماعية للفلسطينيين من قبل “إسرائيل” بالصوت والصورة والبث المباشر والخبر العاجل.
لقد نجحت” إسرائيل” كدولة احتلال في عملية الإبادة الجماعية والتطهير العرقي للفلسطينيين من حيث الشكل، ولكن من حيث الأهداف الاستراتيجية فشلت في تحرير المحتجزين، وفشل جيش الاحتلال في تحقيق الأمن والسيطرة الشاملة على قطاع غزة. وفي نفس الوقت فإن حكومة نتنياهو الإرهابية تعاني من الفشل في حسم الصراع بقطاع غزة.
لم يعد مطلوبًا تشخيص ما يحدث في قطاع غزة، بل المطلوب تدخل عربي ودولي لوقف العدوان والإبادة الجماعية، وانسحاب “إسرائيل” الشامل من قطاع غزة، وتغطية أمنية مصرية على وجه التحديد، لإعادة بناء المؤسسة الأمنية وعودة السلطة الفلسطينية الشرعية، وتكريس الوحدة الجغرافية بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.
وفي العودة إلى اغتيال الصحفيين، فإن على اتحاد الصحفيين في مختلف أرجاء العالم تسليط الأضواء على عملية استهداف الصحفيين بقطاع غزة وفي فلسطين بشكل عام. فجريمة مقتل 6 صحفيين أمام مستشفى الشفاء بقطاع غزة تعتبر جريمة قتل تتوفر الإمكانيات القانونية لتقديم مختلف الأقران لمحكمة الجنايات الدولية، من خلال المحطات الإخبارية التي يتبع إليها الصحفيون مثل فضائية الجزيرة القطرية، حيث تستطيع الشروع بمحاكمة “إسرائيل” على هذه الجرائم، على غرار جريمة مقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة التي اغتيلت برصاص قناص جندي إسرائيلي قتل عن عمد.