حين يتوّج الغباءُ ملكًا …!

بقلم: د.عبدالرحيم جاموس

حين يصبح الوطن رهينة قائد أحمق… وجمهور أعمى ، هنا تكمن الكارثة ، بل تتناسل الكوارث واحدة تلوَّ الأخرى.
القائد دائماً هو البوصلة، إن استقامت أهدت السفينة برّ الأمان، وإن انحرفت أوردتها بحار العاصفة.
وفي لحظات التحوّل، يحتاج الوطن إلى عقل يزن بميزان الحكمة، لا إلى يد تتلاعب بمصير الملايين كمن يلهو بحجر في بركة راكدة.
لكن المأساة تبدأ حين يعتلي منصة القرار عقلٌ ضبابي، ضيق المدارك، فيُسبغ عليه الجمهور هالة الزعامة، ويهتف له كما لو كان مخلّصًا منتظرًا.
هكذا يتحول الغباء الفردي إلى دين جديد، يعتنقه القطيع بحماسة، ويطارد كل صوت عاقل بالتخوين والشتائم، حتى يصبح الصمت فضيلة النجاة الوحيدة.
وحين تخشى العقول الحيّة الاقتراب من جدار الوهم، خوفًا من صليل الشعارات وخناجر الولاء الأعمى، يستفحل المرض، ويتحول الوطن إلى مسرح مفتوح لملهاة حزينة، بطلها قائد جاهل، وجمهور يبارك سقوطه في كل خطوة.
وإذا بقيت الموازين مقلوبة، فسوف تظل الأوطان تحكمها العقول الصغيرة، وتُسيّرها الهتافات الكاذبة، حتى تصحو على الحقيقة بعد فوات الأوان، وقد غرق المركب بمن فيه.

د. عبد الرحيم جاموس