السياسي –
تشهد خطط “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” (BNPL) انتشاراً لافتاً بين الشباب الأمريكيين، مدفوعة بظروف اقتصادية ضاغطة، لكن خبراء ماليين دقّوا ناقوس الخطر، محذرين من أنها قد تتحول إلى فخ ديون يفاقم الأعباء المالية ويشجع على الإنفاق المفرط.
المؤثرة في الشؤون المالية الشخصية، هايلي ساكس، وصفت هذه الخدمات بأنها “استغلالية”، مؤكدة في مقابلة مع برنامج فوكس آند فريندز أنه “لا ينبغي استخدامها على الإطلاق”، ونصحت باللجوء إلى بطاقات ائتمان توفر تقسيطاً بفائدة 0%، لما تمنحه من حماية للمستهلك ودعم لبناء السجل الائتماني.
انتشار واسع ومخاطر كامنة
تتيح هذه الخطط تقسيط قيمة المشتريات بدل دفعها بالكامل مقدماً، لكن أي تأخير في السداد يفرض رسوماً إضافية. ورغم الترويج لها كبديل أكثر أماناً من البطاقات الائتمانية، إلا أن بيانات حديثة تكشف جانبها المظلم؛ إذ أظهر مسح أجرته LendingTree في أبريل (نيسان) أن 40% من مستخدمي هذه الخدمات تخلفوا عن سداد دفعة واحدة على الأقل خلال العام الماضي، وأن استخدامها لم يقتصر على الكماليات، بل شمل أيضاً ضروريات المعيشة مثل البقالة.
المسح أشار كذلك إلى أن نصف البالغين الأمريكيين جرّبوا منصات مثل Klarna وAffirm، مع هيمنة جيل الألفية على النسبة الأكبر، تليهم أجيال Z وX.
أسباب اقتصادية وراء الازدهار
يرى الخبراء أن موجة التضخم، وارتفاع معدلات الفائدة، واستئناف سداد قروض الطلاب بعد جائحة كورونا، دفعت كثيرين للبحث عن حلول تمويلية سريعة، حتى وإن كانت محفوفة بالمخاطر. وتعلق ساكس قائلة: “هذه وسيلة للحصول على ما تريد الآن، لكنك في النهاية ستدفع الثمن”.