السياسي – قال قائد حركة “الحوثي” في اليمن، عبد الملك الحوثي، في خطاب له اليوم الخميس، إن جزءًا كبيرًا من ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بالشراكة مع الولايات المتحدة، سقطوا نتيجة “الصناديق والطرود” التي تُلقى من الجو باسم المساعدات الإنسانية، واصفًا هذه الأفعال بأنها جزء من “جريمة إبادة جماعية” ينفذها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأضاف “الحوثي” في تصريحاتٍ متلفزة، أن حصيلة العدوان خلال الأسبوع الجاري تجاوزت 3500 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء والنازحين، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحاول خداع العالم عبر إظهار نفسه كمن يسمح بإدخال المساعدات، بينما على أرض الواقع لا يسمح سوى بكميات ضئيلة، بعضها منتهي الصلاحية، بعد احتجاز الشاحنات لفترات طويلة على المعابر.
وأوضح أن سياسة التجويع التي يفرضها الاحتلال على القطاع تُعد من أبشع الجرائم، حيث يعاني الأطفال بشكل كبير من سوء التغذية والمجاعة، مؤكدًا أن قوات الاحتلال تتعمد قنصهم وقتلهم بشكل مباشر، كما ارتكبت مجازر بحق حشود كاملة من المدنيين أثناء تجمعهم في نقاط توزيع المساعدات.
وأشار الحوثي إلى أن ما وصفه بـ”مصائد الموت الأمريكية الإسرائيلية” لا تزال تقدم “وجبات القتل” يوميًا للشعب الفلسطيني، داعيًا إلى فضح هذه الممارسات ومحاسبة المسؤولين عنها.
واستقبلت مستشفيات قطاع غزة 54 شهيدًا، بينهم 22 شهيدا من طالبي المساعدات، بالإضافة إلى مئات الإصابات خلال الـ24 ساعة الماضية.
وفي 26 تموز/ يوليو الماضي، استؤنفت عمليات الإنزال الجوي، في خطوة هدفت إلى تخفيف الضغط الدولي عن الاحتلال، بعد تفاقم المجاعة في غزة وتصاعد الاحتجاجات حول العالم.
وقوبلت فكرة إسقاط المساعدات جوا بمعارضة شديدة من أطراف فلسطينية عديدة ومنظمات حقوقية وإنسانية دولية، والتي شددت على ضرورة فتح المعابر وإدخال المساعدات برا.
وتشير التقديرات إلى أن ما يتم إسقاطه لا يغطي أكثر من 0.5% من احتياجات سكان غزة اليومية، ما يعني أن المجاعة مستمرة، ولكن دون الزخم الإعلامي الذي سبق السماح بهذه الإنزالات.
وعليه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الإنزالات الجوية “مهينة” ولا تُعالج التجويع، مطالباً بفتح الممرات البرية لإدخال المساعدات بكميات كافية.
وأشار إلى أن هذه الإنزالات لا تُعد حلًا حقيقيًا، بل تمثل حلقة إضافية في مسلسل إذلال الفلسطينيين، وامتهان كرامتهم، وهندسة التجويع بشكل يخدم الأهداف السياسية والعسكرية الإسرائيلية.