تتصاعد حدة الانتقادات في إسرائيل ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، المتهم بالمماطلة ورفض أي تسوية من شأنها إنهاء الحرب على غزة، سعياً لإطالة أمد الحرب والحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي.
تناولت وسائل الإعلام العبرية بإسهاب مقترح الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، حيث أكدت القناة 13 الإسرائيلية أن حركة المقاومة حماس قدمت رداً إيجابياً على المقترح، بينما امتنعت إسرائيل حتى الآن عن تقديم رد رسمي.
وأشارت القناة إلى أن ضغوطاً داخلية يمارسها كل من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش على نتنياهو لرفض الصفقة، بحجة أنها “مرحلية” وتعرقل هدف الحكومة المعلن المتمثل في “تطهير قطاع غزة”.
وفي السياق ذاته، نقلت القناة 11 عن سموتريتش قوله لنتنياهو إن “التوقف الآن قد يحرم إسرائيل من العودة لاحقاً إلى القتال، خاصة إذا تدخل المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة”.
بدورهم, اتهم عدد من السياسيين المعارضين نتنياهو بالمراوغة. فقد صرح يائير جولان، زعيم حزب “الديمقراطيين”، بأن الحكومة كان بإمكانها مراراً التوصل إلى اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، لكنها تعمدت إفشال أو انتهاك تفاهمات سابقة.
وأضاف: “نتنياهو لا يريد إنهاء الحرب ولا إطلاق سراح المخطوفين، دوافعه حزبية بحتة للحفاظ على وحدة ائتلافه”.
أما عضو الكنيست سيمحا روتمان (حزب الصهيونية الدينية) فقد هاجم أي اتفاق محتمل، قائلاً: “قبول صفقة تسمح ببقاء مخطوفين لدى حماس أمر غير أخلاقي، وكأننا نشجع الحركة على مواصلة احتجازهم”.
وأوضحت مراسلة الشئون السياسية في القناة 13، موريا أسرف وولبيرج، أن نتنياهو غير خلال الأسابيع الأخيرة من لهجته العلنية، وبات يتحدث فقط عن قبوله “صفقة شاملة” تشمل جميع الأسرى دفعة واحدة.
بينما رأت مراسلة القناة 12، كيرن بتسلئيل، أن “الكرة في ملعب إسرائيل”، مؤكدة أن أي اتفاق مرحلي يمكن أن يقود في النهاية إلى إنهاء الحرب.
اتهامات بالكذب
ولو يقتصر الجدل الشعبي داخل إسرائيل على الأوساط السياسية والإعلامية، بل امتد إلى عائلات الأسرى. إذ اتهمت عيناف تسنجاوكر، والدة أحد المحتجزين لدى حماس، نتنياهو بـ”الكذب بوقاحة” حين يعلن استعداده لصفقة شاملة، مؤكدة أنه “يضع شروطاً تعجيزية بهدف إفشال أي اتفاق”.