السياسي -إفي
لطالما كانت القيادة بدون نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) أمراً شبه مستحيل، لكن باحثين في جامعة سري البريطانية يطرحون حلاً ثورياً قد يغيّر هذا الاعتماد.
وطور الفريق البحثي أداة ذكاء اصطناعي جديدة، تُعرف باسم “تحديد الموقع الجغرافي المُحسّن بالوضعية” (PEnG)، قادرة على تحديد موقع الجهاز بدقة مذهلة حتى في المناطق الحضرية الكثيفة، حيث غالباً ما تتعطل إشارات الأقمار الصناعية.
في الاختبارات، نجح النظام في تقليص أخطاء تحديد الموقع من 734 متراً إلى 22 متراً فقط، بحسب ما أظهرت التقارير.
كيف يعمل النظام؟
بدلاً من الاعتماد على الأقمار الصناعية فقط، يجمع نظام PEnG بين صور الأقمار الصناعية وصور مستوى الشارع لتحديد الموقع بدقة واتجاه الجهاز.
وتتم العملية على مرحلتين، تضييق نطاق الموقع على مستوى الشارع، وتحسينه عبر تقدير الوضعية النسبية، وهي تقنية تحدد اتجاه الكاميرا بالنسبة للبيئة المحيطة.
ويؤكد الباحثون أن النظام يعمل بكفاءة حتى مع الكاميرات أحادية العين البسيطة، الشائعة في المركبات، ما يجعله عملياً وسهل الاستخدام.
سد فجوات GPS وتحسين السلامة
غالباً ما تكون إشارات GPS غير موثوقة في الأنفاق أو المدن العالية مثل نيويورك أو المناطق ذات الاتصال الضعيف، وهو ما صُمم نظام PEnG لسده.
قال البروفيسور أدريان هيلتون، مدير معهد سري للذكاء الاصطناعي المركّز على الإنسان: “نظامنا يعالج التحديات الكامنة وراء تكنولوجيا الملاحة، ويمكّننا من تحديد الموقع بدقة دون الحاجة إلى GPS. هذا يُرسي الأساس لأنظمة ذاتية أكثر ذكاءً ومرونة، قادرة على العمل حتى في أكثر البيئات بعداً”.
خطوة نحو المستقبل
يركز الفريق حالياً على إنشاء نموذج أولي يمكن اختباره في ظروف واقعية. ولتعزيز الابتكار، نشر الباحثون نتائجهم كمصدر مفتوح، داعين المطورين والمهندسين حول العالم للاستفادة منها والبناء عليها.
وتم نشر هذه النتائج في مجلة IEEE Robotics and Automation Letters، في خطوة قد تغيّر مستقبل التنقل والقيادة الذكية.