مشكلة تسلا تتفاقم في أوروبا..مع تراجع شعبية ماسك

السياسي – وكالات

تراجعت مبيعات “تسلا” مرة أخرى في أوروبا الشهر الماضي، حيث يواصل المشترون الانتقال نحو شراء السيارات الصينية.

وباعت شركة المملوكة لأغنى رجل في العالم إيلون ماسك، 6,600 سيارة في الاتحاد الأوروبي خلال يوليو (تموز)، بانخفاض 42.4% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفق بيانات رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية (ACEA).

وخلال الأشهر السبعة الأولى من 2025، باعت تسلا نحو 77,000 سيارة في الاتحاد الأوروبي، انخفاضاً من 137,000 سيارة في نفس الفترة من 2024، بحسب تقرير نشرته سي إن إن.

 

منافسة كبرى
في المقابل، تواصل شركة السيارات الصينية منخفضة التكلفة “BYD” تعزيز وجوده في أوروبا، إذ ارتفعت مبيعاتها بنسبة 206.4% في يوليو مقارنة بعام 2024، وباعت الشركة 9,698 سيارة، متجاوزة بذلك مبيعات تسلا.

ويعكس هذا الانخفاض، الذي يمثل جزءاً من سلسلة تراجعات متكررة في مبيعات تسلا، التحول في مسار الشركة، إذ أثار انخراط ماسك في السياسة استياءً ليس فقط من الليبراليين الأمريكيين، بل وأيضاً حفز احتجاجات في أوروبا.

كما تواجه تسلا منافسة من عروض BYD منخفضة السعر في أوروبا والصين، وهي منافسة لا تواجهها في السوق الأمريكية.

وتشير تحليلات أوسع تشمل المملكة المتحدة والدول الأعضاء في الجمعية الأوروبية للتبادل الحر، مثل النرويج والدنمارك والسويد، إلى تراجع مماثل لمبيعات تسلا، في مقابل زيادة بنسبة 225% لمبيعات BYD في يوليو.

وخلال عام 2025 بأكمله، لا تزال تسلا تتفوق على BYD بفارق يقارب 35,000 سيارة في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول دول رابطة التجارة الحرة الأوروبية.

تفوق السيارات الصينية
تشهد السيارات الصينية زيادة كبيرة في أوروبا، لا سيما BYD، على الرغم من فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً بنسبة 27% على واردات السيارات الكهربائية بعد تحقيقات بشأن الدعم الحكومي العام الماضي.

لا تزال BYD تتمتع بميزة السعر مقارنة بالمنافسين، إلى جانب تقدمها التكنولوجي.

ففي مارس (آذار)، كشفت الشركة عن تقنية شحن جديدة تضيف 250 ميلاً من مدى القيادة خلال خمس دقائق، متفوقة بذلك على تسلا التي تقدم 200 ميل خلال 15 دقيقة.

كما أطلقت BYD في فبراير نظام “God’s Eye”، المنافس لتقنية القيادة الذاتية الكاملة لدى تسلا، بدون تكلفة إضافية لمعظم سياراتها.

وتمتلك BYD أيضاً مجموعة متنوعة من السيارات الكهربائية والهجينة، بينما تنتج تسلا سيارات كهربائية فقط، ما ساعدها على التكيف مع تغيّر تفضيلات المستهلكين في أوروبا.

 

تحديات تسلا

وبحسب التقرير، أصبحت تسلا واحدة من أقل شركات السيارات مبيعاً في أوروبا، متقدمة فقط على هوندا وميتسوبيشي.

وتعكس صعوبات الشركة في القارة تغيّرات اقتصادية وهيكلية وسياسية تؤثر على تفضيلات المشترين.

وتباطأ نمو مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى تقليص الحوافز للتحول إلى السيارات الكهربائية، ومخاوف بشأن عمر البطارية، ونقص البنية التحتية لشحن السيارات.

ويظهر المشترون الأوروبيون ميلاً نحو السيارات الهجينة، التي تستحوذ على أكثر من ثلث سوق السيارات الجديدة في أوروبا.

 

مشاكل ماسك

أما صورة ماسك فأصبحت أكثر جدلاًً في أوروبا كما في الولايات المتحدة، إذ مول ماسك حملة دونالد ترامب الرئاسية الناجحة، ثم وجّه اهتمامه إلى السياسة الأوروبية، داعماً علناً حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في انتخابات فبراير، كما تحدث “عن بُعد” في حفل إطلاق حملة الحزب.

 

وأبدى ماسك دعماً واسعاً لحزب الإصلاح اليميني المتطرف في المملكة المتحدة، ودافع عن الإفراج عن الناشط اليميني تومي روبنسون، الذي حُكم عليه بالسجن 18 شهراً بعد إقراره بازدراء المحكمة في قضية تشهير تتعلق بلاجئ سوري.

وأظهرت بعض الدراسات الصناعية المحدودة تراجع ثقة المستهلكين تجاه تسلا بسبب تصرفات ماسك، إذ أظهر استطلاع في يناير أن 60% من المشاركين تجنّبوا شراء تسلا بسبب سلوك ماسك، في حين أبدى أكثر من 70% من البريطانيين والألمان رأياً سلبياً تجاه الرئيس التنفيذي للشركة بعد تدخله السياسي.