مقتل فراس حمايل متزعم “الحرس الوطني” التابع للهجري في السويداء جراء كمين

نعى نشطاء وعائلة حمايل الدرزية متزعم فراس حمايل “الحرس الوطني” التابع للشيخ الانفصالي حكمت الهجري في السويداء الذي لقي حتفه جراء كمين مسلح في السويداء

و أعلنت فصائل محلية في السويداء السورية  في الثلث الاخير من آب الماضي  عن تشكيل عسكري جديد تحت مسمى “الحرس الوطني” بدعم وإشراف من الشيخ الانفصالي حكمت الهجري أحد المراجع الروحية للطائفة الدرزية في المحافظة.

ووفق البيان المصور الذي رافق الإعلان، يضم هذا التشكيل 30 فصيلًا محليًا اندمجت في إطار واحد، بهدف “حماية الجبل وصون الهوية التوحيدية” مؤكدا “ضرورة توحيد الجهود في مواجهة الحكومة السورية، التي لم تفرق بين بشر أو حجر”.

غير أن هذه الخطوة -التي قد تبدو في ظاهرها محاولة لتوحيد السلاح وضبط الأمن- تحمل في طياتها دلالات أعمق بحسب رافضيها، فهي تعكس سعي الهجري لتكريس موقعه كمرجعية سياسية بجانب القيادة الروحية، ومحاولة لفرض نوع من الحكم الذاتي المرتبط بمشاريع خارجية.

مم يتكون “الحرس الوطني”؟
ومن بين الفصائل المنضوية في التشكيل ما تسمى قوة مكافحة الإرهاب المرتبطة بحزب اللواء الذي يدعو لانفصال السويداء وأعلن مؤخرا عن صلاته بإسرائيل، إضافة إلى اللواء 164 الذي شكله ضباط وأفراد في جيش النظام السابق، وأعلن انضمامه رسميًا بعد زيارة “مباركة” إلى دار قنوات، وذلك بحسب ما نشره اللواء على صفحته على فيسبوك.

ومن الفصائل الوازنة التي يحيط الغموض موقفها من التشكيل الجديد “لواء الجبل” بقيادة شكيب عزام الذي يضم نحو 5 آلاف مقاتل وفق تقارير، فهو لم يكن من بين أطراف التأسيس، ويتم تداول بيان له على فيسبوك غير مؤكد حول انضمامه إلى “الجيش الموحد” إلا أنه لم يتم إعلان أو تبني هذا الانضمام عبر المعرفات الرسمية لـ”الحرس الوطني”.

أما المجلس العسكري في السويداء بقيادة العقيد بجيش النظام السابق طارق الشوفي، فلم يعلن انضمامه إلى “الحرس الوطني” وسط حديث عن خلافات مع الهجري.

كما نأت حركة رجال الكرامة بقيادة الشيخ يحيى الحجار (كبرى الفصائل المسلحة في السويداء وأهمها) عن التشكيل الجديد، حيث لم تكن طرفا في تشكيله ولم تعلن الانضمام إليه.

والشيخ الهجري بدأ باتخاذ خطوات تصعيدية داخل السويداء منذ منتصف الشهر الماضي، منها تشكيل “اللجنة القانونية العليا” و”لجان للإدارة المحلية” كما أعلن مطلع الشهر الحالي تشكيل مجلس تنفيذي جديد للمحافظة وتعيين قائد للأمن الداخلي، إضافة إلى دعم مظاهرات تطالب بالحماية الإسرائيلية والاستقلال التام.

لم يحظَ إعلان تشكيل “الحرس الوطني” بإجماع داخل السويداء، بل كشف عن انقسام بين الفصائل والشخصيات المحلية. ففي الوقت الذي عدّه أنصار الهجري مظلةً موحّدة لحماية الجبل، خرجت أصوات رافضة اعتبرت الخطوة نسخة من تجارب مليشاوية إقليمية.

ومن جانبه وصف ليث البلعوس القيادي في تجمع “الكرامة” بالسويداء -في منشور على صفحته في فيسبوك- التشكيل بأنه “نسخة عن الحرس الثوري الإيراني” محذرا من تداعياته على مستقبل المحافظة.

وانتقد البلعوس ظهور الهجري محاطًا بقادة فصائل اتُّهموا محليًا بالخطف والنهب والارتباط بأجهزة أمنية سابقة مثل “قوات الفهد” و”قوات سيف الحق” معتبراً أن الرسالة التي تلقاها الأهالي لم تكن “رسالة حكمة ومسؤولية” بل إشارة إلى مزيد من العسكرة والفوضى في وقت يحتاج فيه الناس إلى حلول ومعالجات لأزماتهم المعيشية الخانقة.