السياسي – أ ف ب
يواجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تحدياً كبيراً قد يهدد أجندته بالكامل، وذلك بسبب تراجع سوق العمل الأمريكي، القضية الأهم بالنسبة للأمريكيين.
وعاد ترامب إلى البيت الأبيض محمّلاً بخطط ضخمة لإعادة هيكلة الحكومة الأمريكية وتركيز السلطة في يده، ونجح إلى حد كبير في تنفيذ رؤيته بفضل مجلس الكونغرس المتردد، والمؤسسات الضعيفة، والقضاء البطيء، بحسب تحليل نشرته شبكة “سي إن إن” اليوم الجمعة.
لكن هناك علامات متزايدة تشير إلى أن أجندته بالكامل قد تتعرض للخطر، وأن حزبه قد يواجه تداعيات سياسية كبيرة بسبب تهوره في التعامل مع القضية الأهم بالنسبة للأمريكيين، وهي الاقتصاد، إذ أكد تقرير جديد لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي بعض المخاوف بشأن تراجع سوق العمل.
وفيما يلي أبرز النقاط:
أظهرت الأرقام الأولية إضافة 22 ألف وظيفة فقط في أغسطس (آب)، وهو رقم منخفض جداً لاقتصاد يحتاج عادة إلى خلق نحو 100 ألف وظيفة شهرياً لمواكبة النمو السكاني.
التعديلات على بيانات الأشهر السابقة تشير إلى أن الاقتصاد أضاف نحو 107 آلاف وظيفة فقط خلال الأشهر الأربعة الماضية مجتمعة، وهي أسوأ أرقام منذ عقود باستثناء فترات الركود وما أعقبها.
تم تعديل أرقام يونيو (حزيران) لتظهر خسارة 13 ألف وظيفة، وهو أول شهر سلبي منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.
رغم وعود ترامب بأن تعريفاته الجمركية ستنعش الصناعة الأمريكية، خسرت هذه الصناعة 78 ألف وظيفة هذا العام.
US job growth cooled notably as payrolls increased less than expected by 22,000 in August, according to a Bureau of Labor Statistics report out Friday.
The jobless rate ticked up to 4.3%. Michael McKee breaks down the data https://t.co/KPCnngmhwN pic.twitter.com/813GdQ1FMG
— Bloomberg TV (@BloombergTV) September 5, 2025
اتهامات بالتلاعب
حاولت إدارة ترامب التخفيف من تأثير هذه الأرقام، بما في ذلك الشهر الماضي من خلال تلميحات غير مثبتة بأن البيانات تم تلاعب بها لتظهر بصورة سلبية، فيما لا يوجد دليل على ذلك، وهناك آليات لمنع أي تلاعب.
وبعد تقرير الوظائف السيئ لشهر يوليو (تموز)، أقال ترامب رئيسة مكتب الإحصاءات وأعلن عزمه استبدالها بشخص موالٍ له ومثير للجدل.
في الوقت نفسه، شن ترامب هجوماً على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، بسبب عدم خفض أسعار الفائدة.
وقال كين فيسكيت، كبير مستشاري البيت الأبيض الاقتصاديين: “أرقام الوظائف هذه مخيبة للآمال بعض الشيء حالياً”، متوقعاً بعض التعديلات التصاعدية لاحقاً.
تقييم الأداء
لكن التحدي كبير، إذ بدأ الجمهور بالفعل يقيم إدارة ترامب للاقتصاد بشكل سلبي أكثر من أي وقت مضى.
وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع ثقة الأمريكيين في قدرة ترامب على إدارة الاقتصاد، حيث سجلت نسبة الموافقة على سياساته الاقتصادية أقل مستوياتها منذ بداية رئاسته، مع رفض واسع من المستقلين وظهور بعض الشقوق في قاعدة دعمه الجمهوريّة.
تدهور الصورة الاقتصادية
الخطر الحقيقي على ترامب هو أن تتدهور الصورة الاقتصادية إلى حد يجعل الأمريكيين يشككون في كل أجندته، فاستراتيجيات ترامب تعتمد بشكل كبير على قبول الجمهور، طالما لم تؤثر بشكل مباشر عليهم.
لكن الاقتصاد قد يكون العامل الوحيد القادر على قلب الموازين بسرعة، وربط المخاوف المتزايدة بشأن رئاسته بالسياسات الفعلية، لا سيما سياسات التعريفات الجمركية الكبيرة التي فرضها دون استشارة الكونغرس، رغم التحفظات التي أبداها بعض الجمهوريين المؤيدين للتجارة الحرة.
وختم التحليل بالقول أن الاستثمار السياسي الكبير الذي قام به ترامب في هذه السياسات قد يتحول إلى رهانه الخاسر، مع تزايد علامات الخطر على اقتصاده وسجله السياسي.