ما الذي يجب على الفلسطينيين عمله لإنقاذ أنفسهم

ميساء أبو غنام

الوضع الحالي للشعب الفلسطيني
ما يعيشه الشعب الفلسطيني اليوم هو الأسوأ على الإطلاق. فطالما تغنى الفلسطينيون بقدرتهم على النهوض والإنتاج، وظلوا صامدين بعد النكسة عام 1967 وحتى اتفاق أوسلو عام 1993، إلا أن الأمور تغيّرت بشكل جذري عندما نقل ياسر عرفات الصراع من لبنان والأردن وسوريا إلى داخل الضفة الغربية تحت مسمى السلام.
كانت النتيجة تحويل الضفة إلى كنتونات، وانتشار الاستيطان كبؤر نار في الهشيم، وبناء الجدران، وتفتيت الواقع الجغرافي والسياسي. ومع ذلك، بقي الفلسطيني قادراً على النهوض والصمود.
خطأ القيادة الفلسطينية
نقل الصراع لتصفية ياسر عرفات لم يكن الخطوة الأهم، بل كان جلب محمود عباس وجماعته، بروح الطامعين في “كعكة” القضية الفلسطينية، على رأسهم حماس التي لعبت دوراً كبيراً في انحدار الواقع الفلسطيني لصالح أجندات إقليمية ودولية، ولصالح إسرائيل أولاً.
ما بين زيف المقاومة الحقيقية وحمامة السلام العباسية، وبين فساد الطرفين وإسرائيل، عاش الشعب الفلسطيني صراعاً داخلياً بين الأنا الفردية والجمعية، وبين الفكر والمقاومة والتحرر، وبين الرغبة في العودة إلى حكم إسرائيل المحتلة، التي رغم احتلالها كانت تُحسب حقوق الإنسان فيها وتلتزم ببعض الأخلاقيات حتى 7 أكتوبر، حيث سقطت كل الأخلاقيات الإسرائيلية والإقليمية والدولية أيضاً.
تأثير الفساد واستغلال المقاومة
اليوم يترحم الفلسطيني على إسرائيل التي كانت تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني المحتل، وكانت تنتظر لحظة حل النزاع بالحكم الذاتي الفلسطيني.
ولكن بعد أوسلو، تعاني الضفة من نموذج السلطة الفلسطينية وحماس، اللتان تعاملتا مع الشعب وكأنه أسهم استثمارية في مشاريع باسم النظام الوطني أو السلطة الوطنية أو حكم المقاومة.
وليس فقط العائدون مع عرفات حملوا عقلية الفساد والاستبداد، بل تم تجنيد مجموعات نشأت وترعرت في الضفة الغربية، بعضهم دخل السجون الإسرائيلية باسم المقاومة، وخرج يبحث عن التعويضات والمناصب رغم عدم الكفاءة.
أي شعب يخوض نضالاً ضد المحتل لا يبحث عن مكافآت مالية. مقاومة المحتل لا ثمن لها إلا الحرية أو الموت. ما يعيشه الفلسطينيون اليوم هو حالة ضياع وانعدام ضوء في نهاية النفق.
هدوء الضفة الغربية
هدوء سكان الضفة الغربية ليس جبناً أو ضعفاً، بل قوة رؤية وعدم فتح جبهة جديدة قد تُحولهم إلى “غزة 2”. صمتهم يعكس قدرتهم على فرز المعطيات بعد معاناتهم من:
سلطة فاسدة
احتلال إسرائيل
حماس المدعومة إيرانياً التي قتلت شباباً في الضفة الغربية حيث جندتهم للقيام بعمليات كانو هم وعائلاتهم الضحية الاولى والاخيرة وذلك لتحقيق أجنداتها واجندات خارجية
أما السلطة الفلسطينية، فقد اعتقدت أن إسرائيل ستظل حليفة لها، لكنها حقيقةستركلها في أي لحظة، فقد انتهى دورها الواقعي.
ما يجب على الفلسطينيين القيام به
1. القوة الناعمة: نضال سياسي واجتماعي لدولة ثنائية القومية يعيش فيها الفلسطينيون هويتهم وثقافتهم، مع قبول التعايش مع الإسرائيلي اليهودي.
2. إنتاج الإنسان: التركيز على التنمية الاقتصادية، الأمن، السلام السياسي، وسيادة القانون.
3. الاستثمار في العلم والفن: استخدام العلم، الرياضة، الأدب، والتكنولوجيا لتحقيق “الأنا العليا” الفلسطينية، وليس الموت والصراع.
الصراع العسكري مع إسرائيل
الصراع العسكري منهج خاسر. ما يُؤخذ بالقوة لا يُسترد
بالقوة، بل يقتلنا وينهي حياتنا جميعاً بشكل أقوى. الحل هو القوة الناعمة، التنمية، الابتكار، والتعايش الذكي.