منذ إنطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة قي الأول من يناير لسنة 1965 بدأ الصدام مع النظام العربي يأخذ مسارات جديدة والتي كانت قبلها تظهر صور الصراع بالمطاردات للكادر الإعتقالات التي لا تخلو من فنون التعذيب وقد شملت الإعتقالات التي لم تميز بين عنصر وكادر وقيادي فتعرض (مثلا ) الشهيد ياسر عرفات للإعتقال في دولتين عربيتين ولوحق وطورد في أكثر من دولة وفي دولة عربية إعتقلت أغلب أعضاء اللجنة المركزية ومعهم كان الشهداء ياسر عرفات وخليل الوزير .
التطور الجديد في الصراع الفلسطيني – العربي كان الصدام المسلح والذي كان أول حالة صدام مسلح سنة 1969 مع الدولة اللبنانية وإنتهى بإتفاقية القاهرة التي أعطت حقا بوجود الثورة الفلسطينية المسلحة ونظمت هذا الوجود على الأراضي اللبنانية وقد أسقطت هذه الإتفاقية بعد الإجتياح الصهيوني عام 1982 حيث خاضت الثورة الفلسطينيه ممثلة بحركة فتح تحديدا لصدامات مسلحة عرفت شعبيا باسم( حروب المخيمات ) وتنظيميا عرفت بحرب (القرار الوطني المستقل ) حتى سنة 1990 وقد دفعت حركة فتح أثمانا مضاعفة عشرات المرات مما دفعت في التصدي للعدوان الصهيوني الوحشي برا وبحرا وجوا حيث حوصرت بيروت واستمرت الحرب ل ٨٨ يوما .
تعددت أسماء الخصوم الأعداء وكلها أذرع بالوكالة لتحالف معادي للوطنية الفلسطينية تمثل بدولتين عربيين ودولة إسلامية ثورية حيث شمل الصراع أحداث انشقاقات فصائلية قادت لاقتتالات مع دول (التحالف ) تحت عناوين فلسطينية وأحزاب لبنانية ونذكر معركة مخيمات شمال لبنان ( البداوي ونهر البارد ) وحصار الثورة الفلسطينية في عاصمة الشمال اللبناني ( طرابلس ) حيث حشد ( التحالف ) 22 فصيلا مسلحا تحمل هويات فلسطينية ولبنانية بالإضافة لقوات ليبيية وسورية ومليشيات إيرانية … وانتهت هذة الحرب بانتصار القرار الوطني الفلسطيني .
وفي أيلول من سنة 1970 تفجر صدام مسلح عنيف بين الثورة الفلسطينية والدولة الأردنية إنتهى بخروج الثورة الفلسطيمة سنة 1971 من كامل الأراضي الأردنية وخسرت جبهة كانت تكيل للإحتلال الصهيونية ضربات مباشرة واستنادا للشهيد صلاح خلف في كتابه فلسطيني بلا هوية
فقد شنت قوات العاصفة الجناح العسكري لحركة فتح وانطلاقا من الأراضي الأردنية حرب استنزاف بعمليات اختراق للجدود وتفجيرات واشتباكات مباشرة طالت كل فلسطين من نهرها لبحرها وعلى طول نهر الأردن الجبهة الأطول ( 630 ) كم ووفق ما وثق الشهيد صلاج خلف فقد بلغت عمليات العاصفة :
140 عملية سنة 1967
644 عملية سنة 1968
2388 عملية سنة 1969
2511 عملية حتى شهر 9-1970.
ولم يكن الصدامات السياسية أقل ضراوة وخسائرها أقل فداحة وقد شملت غالبية الأنظمة واستثني أنظمة مازالت تناصر فلسطين وثورتها وشعبها بدون حسابات أجندات وإبتزازات كالإشقاء في الجزائر و اليمن .
اقسى وأعنف الصدام السياسي كان مع النظام العراقي (حزب البعث ) والذي إشتمل على خلق فصائل موالية بالكامل له كانت دائما تعمل كمعيق داخلي والأكثر مرارة المشاركة الفعلية بأول إنشقاق ( صبري البنا) الذي وبدعم مطلق وكامل من النظام البعثي نفذ سلسة اغتيالات ضد كوادر حركة فتح خاصة الكادر النشط سياسيا وتأثيرا في الدول الأوربية مما فتح الباب على مصرعيه لاتهامات عن علاقة صبري البنا مع الصهاينة وان كانت عبر أجهزة أمنية أوروبية وعرف بكنية (بندقية للايجار ) فعمل لصالح كل أعداء الثورة والوطنية الفلسطينية حتى قتله من صنعه العراق .
يتبع ….