في الذكرى السنوية لشهداء “المقاومة اللبنانية” في معراب رفعت القوات اللبنانية شعار “نجرؤ ليبقى لبنان”.
في كلمته بعد القداس قال سمير جعجع “ان التاريخ دار دورته الكاملة… وان مواجهاتنا اثمرت انتصارات واستجاب القدر… ولا يصح الا الصحيح….”
كلمة جعجع – ولو انها جاءت متأخرة- بدت وكأنها كلمة النصر بعد هزيمة حزب الله العسكرية.
وأكد جعجع انه “لن تكون الا مشيئة الله كما في السماء كذلك على الارض”، مستخدما في ذلك نصاً من الصلاة الربانية عند المسيحيين، وكأنه يريد هو أيضا ان يكون انتصاره إلهياً كما انتصارات حسن نصرالله.
كرس جعجع قسما كبيرا من خطابه لطمأنة الطائفة الشيعية ودعوتها للتفلت من أسر حزب الله وسياساته التدميرية بحقها، وللعودة للانخراط في وطنها التي هي من مؤسسيه.
وإذ اوافقه على ضرورة طمأنة الشيعة وعلى صحة ما يدعوهم اليه، اذكّره بما لا يحتاج الى تذكير انه ليس هو من انتصر على حزب الله بل إسرائيل واميركا،
وانه لا يطمئن الطائفة الشيعية عندما يخاطبها وكأنه هو من انتصر عليها بواسطة أعدائها.
“المقاومة اللبنانية” هي أولى مقاومات الحرب بحسب التسلسل الزمني، تبعتها “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” انتهاءً ب”المقاومة الاسلامية”.
الأولى قادتها القوات اللبنانية الثانية قادتها الأحزاب اليسارية والثالثة قادها حزب الله.
المقاومات الثلاث سقطت جميعها، الأولى على يد الاحتلال السوري فيما كانت تخاصم حكومة ميشال عون، الثانية على يد حزب الله فيما كانت تقاوم الاحتلال الاسرائيلي،
الثالثة على يد الاحتلال الإسرائيلي فيما كانت تخاصم الدولة اللبنانية. لكن المقاومات الثلاث لا تزال تحتفل بنفسها وبشعاراتها وكأنها لم تسقط بعد،
وقد قلت عنها يوماً انها “تحرر المكان وتحتل الزمان”.
المقاومات الثلاث قاومت ليبقى لبنان “لبنانها”. عليها ان تجرؤ على الاعتراف انها سقطت، وعلى الدولة وحدها ان تقوم حتى يبقى لنا لبنان لبناننا جميعا
وبدون احتلالات.