السياسي –
رغم مرور عقود على جرائمه المروّعة، ما زال اسم إد جين يُثير الرعب والفضول في آنٍ واحد، إذ يُعد أحد أكثر القتلة تأثيراً في القرن العشرين، ومصدر إلهام لعدد من كلاسيكيات الرعب في هوليوود، أبرزها: “سايكو”، “صمت الحملان”، و”مذبحة منشار تكساس”.
وبحسب صحيفة ديلي ميل، فإن نتفليكس تستعد لعرض فيلم جديد بعنوان “الوحش: قصة إد جين” في 3 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، من تأليف رايان مورفي وإيان برينان، الثنائي نفسه الذي قدّم “قصة جيفري دامر”. وسيجسد الممثل البريطاني تشارلي هونام، نجم مسلسل “أبناء الفوضى”، شخصية جين.
وصدر العرض الترويجي هذا الأسبوع، وهو مُرعب للغاية، حيث يُظهر المشهد الافتتاحي ضابطاً يصل إلى مزرعة ويسكونسن النائية والغريبة، تُرى أجزاء من جثث بشرية في أرجاء المنزل المكون من طابقين، أعضاء جسم مكدسة في جرار زجاجية، وأقنعة من جلد بشري معروضة على رف، فستان أسود لامرأة بياقة من الدانتيل معروض، ويُظهر أحد المقاطع جين وهو ينتزع جثة من قبر، ويعيدها إلى منزله، ويضعها على طاولة خشبية قبل أن يُشرّحها ويسلخها.
والمتوفاة امرأة مسنة في عمر والدته تقريباً، حيث يحدق جين في الكاميرا، فيتردد صدى صوت والدته في الخلفية، تقول له: “أنت تعمل بسرعة كبيرة”، فيرد: “أنا آسف يا أمي”، تتابع والدته: “اهدأ قليلاً، خذ وقتك يا صغيري”، وفي هذا المقطع المرعب، يرتدي جين فستاناً داكن اللون ويضع فروة رأس المرأة الميتة بشعر داكن على رأسه ووجهها على وجهه.
هوس بالأم قاد إلى الجنون
نشأ جين في مزرعة معزولة بولاية ويسكونسن تحت سلطة والدته المتشددة دينياً، أوغوستا، التي غرست في نفسه كراهية النساء والخوف من “خطايا الجنس، وأب مدمن على الكحول، كان يضربه دائماً، ثم مات في النهاية بنوبة قلبية، كما توفي شقيقه الأكبر في ظروف غامضة.
وبعد وفاتهما، عاش جين بمفرده مع والدته لسنوات عديدة، وصفها بأنها امرأة تقية، متعصبة دينيا، وعندما توفيت والدته عام 1945، أصيب جين بالجنون، لم يمسس غرفة نومها، كان يتصفح سجلات الوفيات في بلدته الصغيرة، ويسافر إلى المقابر، وينبش جثث المتوفين المسجلين، حيث بعد وفاة والدته، حاول نبش قبرها، وعندما لم يجد شيئاً، ذهب باحثا عن نساء أخريات يشبهنها.
وبعد وفاة والدته عام 1945، انهار نفسياً، ولم يدخل غرفة نومها، وكان يتصفح سجلات الوفيات في بلدته الصغيرة، ويسافر إلى المقابر، وينبش جثث المتوفين المسجلين، حيث بعد وفاة والدته، حاول نبش قبرها، وعندما لم يجد شيئاً، ذهب باحثاً عن نساء أخريات يشبهنها، قبل أن يرتكب جريمتي قتل مؤكّدتين على الأقل.
الشرطة عثرت في منزله على مشاهد صادمة، تمثلت في أعضاء بشرية محفوظة في برطمانات، وأقنعة مصنوعة من جلد بشري، وأثاث منزلي مكسو بجلد الضحايا. هذه التفاصيل المرعبة جعلته يُلقب بـ”جزار بلينفيلد”، وأطلقت عليه بعض المصادر لقب “سايكو الأصلي”.
من الجرائم إلى السينما
ورغم أنه لم يحظ بالشهرة الواسعة التي نالها قتلة مثل تيد بندي أو جيفري دامر، إلا أن أساليبه الشاذة ألهمت صانعي السينما. فقد شبّه النقاد شخصيته بـ”نورمان بيتس” في سايكو، و”بافالو بيل” في صمت الحملان، و”ليذرفيس” في مذبحة منشار تكساس.
المؤرخ المتخصص في جرائم القتلة المتسلسلين، هارولد شيشتر، وصفه بأنه “فريد من نوعه”، قائلاً: “لم يكن قاتلاً سادياً يبحث عن متعة جنسية كما فعل آخرون، بل كان مهووساً بتشويه الجثث والاحتفاظ بها كجزء من طقوسه الغريبة”.
حياة انتهت في مستشفى للأمراض العقلية
أُلقي القبض على جين عام 1957 بعد اختفاء صاحبة متجر أدوات في بلدته. وعندما داهمت الشرطة منزله، اكتشفت فظائع هزّت أمريكا، حيث عثر على جثتها معلقة في السقف، كانت مقطوعة الرأس، ووُجد رأسها في كيس، وقلبها في كيس بلاستيكي.
تبيّن لاحقاً أثناء البحث أنه عُثر على رفات أكثر من 15 جثة في منزل جين، وافترضت السلطات أن الأشلاء التي تملأ منزله الريفي تعود لنساء قتلهن، لكن جين أوضح لهم أنها جثث استخرجها بنفسه.
أُدين جين بجرائمه، لكن المحكمة قضت بعدم أهليته للمحاكمة بسبب إصابته بالفصام، ليُودع في مستشفى للأمراض العقلية حتى وفاته عام 1984 عن 77 عاماً.
اليوم، تعود قصته إلى الواجهة عبر نتفليكس، لتذكّر الجمهور بأن بعض الوحوش الحقيقية أكثر رعباً من أي خيال سينمائي.