OpenAI تطلق أول فيلم رسوم متحركة من إنتاجها المباشر

السياسي –

أعلنت شركة OpenAI، الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، عن تطوير فيلم رسوم متحركة جديد بعنوان “Critterz”، المقرر عرضه في دور السينما العالمية العام المقبل.

ويأتي المشروع كخطوة متقدمة في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه، مع التركيز على تصميم الشخصيات وبناء الحبكة وإنشاء المشاهد بطريقة مبتكرة تجمع بين الإبداع البشري والتقنيات الرقمية الحديثة.

مميزات الإنتاج بالذكاء الاصطناعي

وبحسب تقارير عالمية يعتمد الفيلم على أدوات OpenAI لتسريع الإنتاج وخفض التكاليف، من خلال استخدام نماذج توليدية متقدمة لتصميم الشخصيات والمشاهد، مع إشراف فني مباشر لضمان جودة العمل.

ويشارك في الإنتاج كل من “فيرتيغو فيلمز” في لندن واستوديو “نيتف فورين”، المتخصص في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي مع طرق الإنتاج التقليدية، مما يمكّن الفريق من إنجاز الفيلم في تسعة أشهر بدلاً من المدة المعتادة التي تصل إلى ثلاث سنوات.

وتوظف OpenAI أحدث ميزات ChatGPT، بما في ذلك “وضع الصوت” ونماذج محسّنة للاستدلال، لتقديم حوارات طبيعية وأكثر حيوية للشخصيات، كما تتيح تقنية توليد الصوت الاصطناعي إبراز التعبيرات والمشاعر بشكل واقعي، ما يعزز تجربة المشاهدة ويقرب الجمهور من أحداث القصة.

ويمثل فيلم “Critterz” نموذجاً لتوظيف الذكاء الاصطناعي ليس كبديل للإبداع البشري، بل كشريك يثري عملية الإنتاج، حيث تتيح الأدوات التقنية تجربة أساليب سردية مبتكرة، مع الحفاظ على أصالة العمل الفني، وتقليل التكاليف، وتسريع مراحل تطوير المشروع.

رهان على العمل ومشاركة بشرية

وتراهن شركة OpenAI على أن نجاح فيلم “Critterz” سيُظهر قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى قوي يصلح للعرض على الشاشة الكبيرة، وقد يسرّع هذا اعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي في هوليوود.

وتساهم أدوات OpenAI أيضاً في خفض تكاليف الإنتاج، ما يتيح لمزيد من المبدعين دخول مجال الرسوم المتحركة وإنتاج محتوى إبداعي.

وقال متحدث باسم الشركة إن الفيلم “يعكس نوع الإبداع والاستكشاف الذي نسعى لتشجيعه”، ومع ذلك، يظل إطلاق فيلم رسوم متحركة أصلي في شباك التذاكر محفوفاً بالمخاطر، إذ لا تزال هناك شكوك حول تجاوب الجمهور، الذي قلّ تردده على دور السينما في الفترة الأخيرة، كما أن الشركة لم تحدد بعد شريكاً لتوزيع الفيلم.

ونظراً لأن الأعمال المنتَجة بالذكاء الاصطناعي لا تحظى بالحماية التلقائية لحقوق النشر، اعتمد إنتاج “Critterz” على أصوات بشرية وفناني رسم لتقديم محتوى يغذّى في أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يجعل الفيلم مؤهلاً على الأرجح للحماية القانونية وفق حقوق النشر.

وأشار نيك كليفروف، الشريك المؤسس لاستوديو “نيتف فورين”، إلى أهمية هذا الإجراء لضمان حماية العمل.

يذكر أن تشاد نيلسون ونيك كليفروف أنجزا نسخة قصيرة من “Critterz” في عام 2023 بتمويل من شركة الذكاء الاصطناعي “Midjourney”، ثم وظّفت OpenAI نيلسون ليكون حلقة وصل بين المبدعين والفنانين حول كيفية استخدام أدواتها.

وحتى الآن، لا تزال خطط تسويق الفيلم غير محددة، ويصف جيمس ريتشاردسون، الشريك المؤسس لشركة “فيرتيغو فيلمز”، التجربة بأنها “اختبار ضخم وطموح للغاية”، معتبراً أن البدء في إنتاج فيلم دون معرفة النتائج النهائية يمثل تحدياً غير مسبوق.